إيلاف من لندن: وصفت الأمم المتحدة الجمعة حرق القرآن في السويد بأنه عمل مسيء فيما تبرأت منه كنيسة المشرق الاشورية بينما طالبت بغداد ستوكهولم تسليمها مرتكب الجريمة حيث يواجه السجن ثلاث سنوات.
وفيما ستشهد بغداد مساء اليوم تظاهرة احتجاج وصفت بالمليونية امام مقر السفارة السويدية ضد حرق القرآن في ستوكهولم فقد أكد ميغيل موراتينوس المتحدث باسم الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ادانة المنظمة الدولية القاطعة القاطعة لهذا العمل الذي وصفه بالدنئ .
وشدد الممثل السامي في بيان تسلمت "ايلاف" نصه اليوم على أهمية دعم حرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان.. معتبرا "أن تدنيس الكتب المقدسة ودور العبادة وكذلك الرموز الدينية أمر مرفوض ويمكن أن يؤدي إلى التحريض على العنف.
وأكد على ان الاحترام المتبادل ضروري لبناء وتعزيز مجتمعات عادلة وشاملة ومسالمة متجذرة في حقوق الإنسان وكرامة الجميع.. واشار في هذا المجال الى خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية التي يقودها تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة والتي اوضح انها توفر إطارًا شاملاً ومجموعة من التوصيات بما في ذلك تعزيز التعددية الدينية وتعزيز الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية.
رفض كنسي: لا يمثّل موقف المسيحية
ومن جانبها وصفت كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم اليوم حرق القرآن في العاصمة السويدية ستوكهولم بالعمل المشين.
واشارت رئاسة كنيسة المشرق الآشورية في بيان تابعته "ايلاف" الى انها علمت بقيام أحد المُلحدين، من أصول عراقيّة، بحرق القرآن الكريم وهو بالتّأكيد عمل فردي لا يعكس موقف المسيحيّة ككل ولا موقف أي كنيسة مسيحيّة.
وشددت على ان بطريركيّة كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم "تُدين هذا العمل المشين بأشدّ العبارات لأنّه يدلّ على خطأ جسيم للمسؤوليّة الفرديّة لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم".
واعتبرت أن "ارتكاب أفعال إهانة بأي شكل من الأشكال ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بثّ ونشر خطاب الكراهيّة في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور وأن نوطّد أواصر المحبّة والتّسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض بغضّ النّظر عن إيماننا".
ورفضت "الأفعال الّتي تهدف إلى الإساءة إلى ما هو مقدّس ودور العبادة ومؤمني الدّيانات الأخرى بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت ومن قبل أي جهة أو أفراد".
وطالبت الكنيسة حكومات جميع الدول ولا سيّما الحكومة السّويديّة بعدم السّماح بهذه الأعمال التي تُرتكب باسم "الحريّة الشّخصيّة".. وشددت على ان "لكل نوع من الحريّة حدود، وأهمها احترام كرامة الآخرين ومقدّساتهم".
حارق القرآن يواجه السجن 3 سنوات في بلده
ودعا العراق السلطات السويدية تسليمه اللاجئ العراقي على اراضيها سلوان موميكا الذي أقدم على حرق نسخة من القرآن.
وقال المُتحدث باسم وزارة الخارجيَّة العراقية أحمد الصحّاف ان الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم هو عراقيّ الجنسية لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقيَّة لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".
واستدعت الخارجية العراقية امس الخميس السفيرة السويدية في بغداد وسلمتها احتجاجاً على إقدام اللاجئ العراقي على إحراق نسخة من القرآن.
واشار الصحاف في بيان تابعته "ايلاف" الى انه قد تمت مطالبة "الحكومة السويديَّة بإتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الاساءة المتكررة للقرآن الكريم على أن المسوغات القانونية وحرية التعبير لاتبرر السماح بالإساءة للمقدسات الدينيَّة".
يشار الى ان حارق القرآن سيواجه في حال تسليمه الى السلطات العراقية السجن ثلاث سنوات وفقا لقانون العقوبات العراقي الذي يشير الى إن الجريمة حتى لو ارتكبت خارج العراق وكان لها مساس بالداخل العراقي فمن الممكن محاكمة الشخص الذي قام بذلك وفي حال تسليمه فستكون محاكمته وفق المادة 372 من القانون رقم 111 لسنة 1969 والتي هي عقوبة ازدراء الأديان التي تصل إلى الحبس لمدة 3 سنوات.
سلوان موميكا: من قائد مليشيا مسيحية الى ملحد
واللاجئ العراقي سلوان موميكا (37 عاما) الذي احرق في ستوكهولم الاربعاء الماضي نسخة من القرآن قاد سابقاً فصيلاً مسلحاً يدعى "قوات صقور السريان" كما تراس لأربع سنوات حزب "الاتحاد السرياني الديمقراطي"، واعتقل لمدة 18 يومياً بعد خلافه مع ريان الكلداني رئيس مليشيا حركة بابليون.
اللاجئ العراقي في السويد حارق القرآن سلوان موميكا يواجه السجن ثلاث سنوات في حال تسليمه الى بلده (تويتر)
يبلغ سلوان من العمر 37 عامًا ويطلق على نفسه “عراقي ليبرالي وعلماني ملحد”. وهو عضو في الحزب الديمقراطي السويدي وخريج جمعية السياحة والفنادق في نينوى.
في شباط فبراير الماضي، تقدم بطلب للمحكمة الإدارية في السويد لحرق القرآن. في الآونة الأخيرة، تمت الموافقة على طلب سلوان موميكا من قبل محكمة العمل وأصدرت قرارها يوم الأربعاء، الموافق لـ عيد الأضحى، فقام باحراق نسخة من المصحف أمام المسجد الكبير في ستوكهولم الاربعاء الماضي في عمل أثار ردود فعل مستنكرة على مستوى العالم.
وتقول وكالة رووداو العراقية في تقرير لها تابعته "ايلاف" ان اسمه الكامل سلون صباح متي موميكا، انفصل عن زوجته ويقدّم نفسه ككاتب ومفكر وناشط بمجال حقوق الإنسان ومنذ عام 2019 كملحد.
وعاش سلوان موميكا في بغداد وبعد ظهور تنظيم داعش عام 2014 أسس في عامي 2016 و2017 فصيلاً مسلحاً باسم "قوات صقور السريان"، وحزب "الاتحاد السرياني الديمقراطي".
كان معارضا شديدا لهيمنة الحشد الشعبي والفصائل المسيحية المسلحة في المناطق المسيحية ما تسبب في اندلاع اشتباكات بين فصيله وكتائب بابليون التابعة لريان الكلداني في آذار \مارس 2017 اعتُقل على إثرها لمدة 18 يوماً من قبل قوات الحشد الشعبي.