مخاطبة أحمد رضا، قائد جهاز الشرطة الوطنية الإيرانية منذ شهر جانفي-يناير الماضي، كتبت صحيفة IRANWIRE التي تصدر في لندن، تقول: "لا تشعلوا النار في البلاد لأن البلاد هي الأن برميل من البارود، ويبدو أنه تم تعيينكم لكي تقدحوا النار بهدف تفجيرها. إلاّ أن مسؤوليتكم التاريخية لم تعد تسمح لكم أن تركعوا أمام قائد مكابر وعنيد(تقصد آية الله خمائني) الذي أغمض عينيه أمام التحولات التي يشهدها المجتمع".
وتضيف نفس الصحيفة قائلة بإن الشرطة الإيرانية لا تزال تتصرف كما كان حالها في أيام الثورة الأولى عندما كان الشعب يخاف من تهديدات الخميني، ومن الحرس الثوري، الجهاز العسكري والايديولوجي للثورة الإسلامية، ناشرة الرعب بين المواطنين والمواطنات لفرض الصمت والطاعة العمياء لرجال الدين الذين يتحكمون في أجهزة الدولة من اعلاها إلى أسفلها. ومثل هذا التصرف يدل على ان هذه الأجهزة تجهل الواقع، ولا تعير أيّ اهتمام للتطورات والتحولات الكبيرة التي حدثت في البلاد على مدى الأربعين سنة الماضية.
وتكتب الصحيفة قائلة:" ليعلمْ رجال السلطة في ايران أن هناك أجيالا جديدة برزت للوجود، وأن عهد القمع والبطش قد ولى وانتهى. وعلى مدى اربعين سنة، ظلّ جلد ولحم النساء مُعرّضين للسوط، وللسجن، وللتعذيب الوحشي. واليوم عندما ترغب السلطات في فرض الحجاب على النساء، فإنهن لا يعبأن بذلك، بل أنهن يسخرن علنا من الذين يُصدرون مثل هذه الأوامر".
وتواصل الصحيفة قائلة :"مستقبلا كل واحد يتعرض للقمع، يجد الحماية والسند من جاره، وقريبه، ومن معارفه وأصدقائه. والناس يمشون رافعين رؤوسهم نحو بيوتهم أو نحو قبورهم للتعبير عن تعاطفهم وعن تضامنهم مع الضحية، ومع العائلة التي تفقد عزيزا عليها لأنهم لم يعودوا يتقبلون أن يكون أمنهم في خطر. واليوم أصبحت النساء من دون حجاب ترمزن إلى شرف وعزة أمة بكاملها".
وتنصح الصحيفة النظام الإيراني بالاهتمام بالمنحرفين وبالمجرمين والفاسدين الذين تكاثروا خلال الأربعين سنة الماضية عوض تحريض الأجهزة الأمنية على قمع النساء، لأن النساء لا يشكّلن خطرا على المجتمع، بل هن فخره وقوته في التصدي لكل من يحاول عرقلة مسيرته نحو الحرية والعدالة والمساواة.
ومخاطبة أجهزة السلطة، تختم الصحيفة الإيرانية قائلة :"لا تورطوا أنفسكم في معركة ضد المرأة، لأنكم إن أصررتم على ذلك، فإن المجتمع بكل مكوناته سوف ينتفض ضدكم".