: آخر تحديث
وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين

انحسار المعارك في الخرطوم في أول أيام عيد الفطر

14
13
17

الخرطوم: شهدت الخرطوم الجمعة معارك عنيفة نهارا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل أن تتوقف مساء أصوات الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين في أول ايام عيد الفطر.

ومساء أفاد شهود بأن أصوات الانفجارات توقّفت في أحياء عدة من العاصمة.

وعلى غرار ما يفعلانه يوميا أعلن الجيش وقوات الدعم السريع الجمعة وقفا لإطلاق النار لكن هذه المرة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة حلول عيد الفطر. ونهارا اتّهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق الهدنة، فيما اتّهم الأخير القوات الرديفة بخرقها مساء.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه "يرحب بإعلاني" وقف إطلاق النار، مضيفا "لكن يبدو واضحا أن الاشتباكات مستمرة وأن الثقة معدومة" بين الجيش وقوات الدعم السريع.

بدأ القتال في 15 نيسان/أبريل وخلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

"الوضع كارثي"
وقالت نقابة أطباء السودان إنّ مستشفيات جديدة تضرّرت بشدّة في الخرطوم، وقد أصيبت أربعة مستشفيات في الأبيّض الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم.

ومن أجل مساعدة المدنيين دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا مع استمرار أعمال القتال في السودان".

ودعت الهيئة الدولية "الأطراف مرة أخرى إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".

اندلعت المواجهات المستمرة منذ سبعة أيام، في الخرطوم وفي دارفور (غرب) خصوصاً، بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي يعدّ الزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وتحوّل النزاع على السلطة الكامن لأسابيع بين الضابطين الكبيرين إلى معركة ضارية.

وقال طبيب من منظمة أطباء بلا حدود إنّ "الوضع كارثي" في دارفور، التي تعدّ إحدى أفقر المناطق في السودان.

وأضاف من دارفور "يوجد الكثير من المرضى لدرجة أنّهم يتلقّون العلاج على الأرض في الممرات، لأنه ببساطة لا توجد أسرّة كافية".

المواجهة كانت "محتومة"
ولا يتردّد سلاح الجو، الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق السكنية، في إلقاء القنابل.

وذكرت نقابة الأطباء أنّ "سبعين في المئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضرّرة من القتال توقّفت عن العمل" إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

في هذه الأثناء، تكثّفت الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لإسكات المدافع. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجمعة إنه قطع زيارته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ عدة أيام "بسبب الوضع في السودان".

والخميس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام العيد الثلاثة "على الأقل".

وأسف سامي النور المقيم في الخرطوم لحلول عيد الفطر وسط المعارك و"رائحة الموت" التي تفوح بدلا من رائحة الحلويات والأجواء العائلية الفرحة.

وأشار ابراهيم عوض وهو أيضا مقيم في الخرطوم إلى أن المواجهة كانت "محتومة" وأن بلدا بقائدين وجيشين "لا يمكنه المضي قدما".

وألقى الفريق أول البرهان عبر التلفزيون الحكومي خطاباً إلى السودانيين لمناسبة عيد الفطر، في أول ظهور له منذ بدء القتال من دون أن يشير إلى احتمال إعلان هدنة.

وقال البرهان الذي ظهر ببزة عسكرية جالساً في مكتب بين علمين للسودان "تمرّ على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة".

إجلاء وفرار
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها تنشر قوات في شرق أفريقيا تحسبا لاحتمال إجلاء موظفي السفارة الأميركية في السودان. كما سترسل كوريا الجنوبية واليابان طائرات، في الوقت الذي لا يزال فيه مطار الخرطوم مغلقاً منذ السبت.

والجمعة أعلن مسؤول في الاتّحاد الأوروبي أن التكتّل يعد خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم إذا سمح الوضع الأمني بذلك.

اندلعت المعارك بعدما لم يتوصّل البرهان ودقلو إلى اتفاق بشأن شروط دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظام، وذلك لاستكمال الاتفاق السياسي بشأن عودة المدنيين إلى السلطة.

وتسرع أعداد كبيرة من الناس، وغالبيتهم من النساء والأطفال على الطرقات بين نقاط التفتيش والجثث، من أجل الفرار. وذكرت الأمم المتحدة أن بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص خصوصاً من النساء والأطفال توجّهوا إلى تشاد المجاورة.

واضطرّت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة أنّ أحد موظفها قُتل في المعارك في مدينة الأُبيّض في جنوب السودان، بعدما علقت مركبته وسط تبادل لإطلاق النار.

وكان مركز الأبحاث "مجموعة الأزمات الدولية" حذر من أنه "لا البرهان ولا دقلو يريد الاستسلام على ما يبدو، لذلك الوضع قد يزداد سوءاً".

وأضاف أن "نزاعاً طويل الأمد سيكون خراباً للسودان" ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا وأحد أفقر دول العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار