في عددها الأخير، نشرت الأسبوعية "لوبس" تحقيقا عن سيدة فرنسية ثرية تبلغ من العمر78 عاما تدعى ماري-فرانس كوهين، تفكر في إقامة ملجأ للمهاجرين.
صورة متداولة عبر تويتر للسيدة الفرنسية الثرية ماري-فرانس كوهين وعائلتها
وتقول الصحفية ناتالي تاتو التي زارتها في فندقها الفاخر الواقع بين ساحة"الأنفليد"، و"برج ايفل" بإنها تشبه النجمة السينمائية جيرالدين شابلن، كريمة الفنان العالمي، شارلي شابلن.
وبسبب هذا الشبه، استوقفها المارة في أكثر من مرة طالبين منها توقيعا للذكرى.
وتقول السيدة ماري-فرانس كوهين بان والدها كان حلوانيا، وإنها نشأت بين سبع من الإخوة والأخوات. وفي السبعينات من القرن الماضي، مع زوجها برنار الذي ولد في حلق الوادي، شمال العاصمة التونسية، ابتكرت نوعا من الموضة يليق بأبناء البورجوازية.
ومن ذلك حصلت على ثروة هائلة خوّلت لها شراء فندق فاخر في باريس. ومع زوجها، فتحت محلا للموضة في حي "الماري" تعود فوائده إلى الأعمال الخيرية.
وقبل سنوات، تبنّت شابا أفغانيا يدعى محمد. وهي تعتني به كما لو أنه من صلبها، ولا تبخل عليه بأي شيء يبتغيه. تصحبه إلى السينما، وإلى الحفلات البورجوازية، وإلى المطاعم الشهيرة.
ويقول ابنها بنوا الذي يقيم في نيويورك بإنه سعيد أن يكون لها أخ هارب من الحروب والمجاعات. وعنه أنجز كتابا بعنوان: "محمد وأمي وأنا".
وقد تحول هذا الكتاب إلى فيلم تلعب دور البطولة فيه، النجمة الفرنسية المعروفة فانّي أردون. وكان محمد قد فرّ من كابل وهو في سن الثامنة عشرة. وفي البداية عاش ظروفا قاسية ككل المهاجرين. ولم تنته عذاباته إلاّ بعد أن تعرف على السيدة ماري-فرانس كوهين التي اتفقت مع زوجها وأبنائها على أن يتسع الاعتناء بأحوال المهاجرين.
وفي النهاية، حصل الاتفاق بينهم على ضرورة انشاء قرية صغيرة لايوائهم، والاعتناء بهم للتخفيف من عذاباتهم. وقد أثار هذا المشروع الإنساني غضب اليمين المتطرف. لذلك شن الحرب على عائلة كوهين عبر ايريك زمور المعروف بعدائه الشديد للهجرة، والذي ترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات الأخيرة.
وعلى هاتفه النقال، يتلقى بنوا الابن يوميا، رسائل تهديد، وشتائم مقذعة له ولعائلته. إلاّ أن كل ذلك، لم يحبط من عزيمة ماري-فرانس كوهين وأفراد عائلتها، بل زادهم إصرارا على انشاء مشروعهم المذكور.