في عددها الصادر في الأسبوع الأخير من شهر مارس-آذار الماضي، نشرت الأسبوعية الفرنسية Courrier international تحقيقا عن السيدة مارينا سيلفا التي عُيّّنت وزيرة للمحيط في الحكومة الجديدة التي شكّلها لولا دا سيلفا بعد انتخابه للمرة الثالثة رئيسا لجمهورية البرازيل.
وقد أثار هذا التعيين اعجاب وتقدير العديد من المنظمات العالمية المهتمة بالبيئة والمدافعة عنها.
وقد ولدت السيدة مارينا سيلفا التي تنتمي إلى عائلة فقيرة، في منطقة نائية في قلب غابات الأمازون. ولم يتيسّر لها تعلم القراءة والكتابة إلا في سنوات المراهقة. وبعد وفاة والدتها وهي في العاشرة من عمرها، أصيبت بأمراض خطيرة كادت تؤدي بها إلى الموت.
وكانت في سن العشرين لما شكّلت مع أهلها فرقا للدفاع عن الغابات، مُتصدية لقاطعي الأشجار.
وفي نفس هذه السن، التقت بالمناضل النقابي الشهير شيكو مانداس الذي اغتيل عام 1988، وهو في الرابعة والأربعين من عمره بأمر من أحد كبار ملاكي الأراضي نتيجة دفاعه المستميت عن حقوق عمال غابات الأمازون.
وفي جامعة برازيليا التي انتسبت إليها بعد ذلك، اكتشفت مارينا سيلفا الماركسية، ووجدت فيها ما يستجيب لأفكارها حول الأوضاع في منطقتها، وفي البرازيل عموما.
وبعد سقوط النظام الديكتاتوري في الثمانينات من القرن الماضي، قامت مارينا سيلفا بجولات في القرى النائية والفقيرة لتساعد العمال على فهم أوضاعهم الاجتماعية.
وفي كل مرة تلتقي بهم، تقول: "لتكونوا على علم بأنه كانت لنا دائما حقوق وأبدا لم تكن لنا واجبات".
وقد شغلت مارينا سيلفا عدة مناصب هامة. فقد كانت مستشارة بلدية، ونائبة في البرلمان، ونائبة في مجلس الشيوخ.
وتبدو مارينا سيلفا بقامتها القصيرة، وبجسدها الهزيل، وبثيابها البسيطة، شبيهة براهبة متزهدة. ولأنها تتقاسم نفس الأفكار مع الرئيس الحالي للبرازيل، فإن الصحافة لقبتها بـ"لولا بالتنورة".
وقد كتبت إحدى الصحف تقول:" لولا دا سيلفا، ومارينا سيلفا هما أهمّ قائدين سياسيين ينتميان إلى الطبقة العاملة في تاريخ البرازيل المعاصر. وهما نموذجان في مجال النضال ضد الفوارق الاجتماعية. الفرق الوحيد بينهما هو أن مارينا تركز كل جهودها على المحيط. كما أنها تعتبر الدين والحياة الأكاديمية مهمتين بالنسبة لها".
وعند توليها منصب وزارة المحيط وهي في الخامسة والستين من عمرها، صرّحت مارينا سيلفا بأن حماية غابات الأمازون ستكون من بين مهامها المستعجلة والأساسية لما تمثله هذه الغابات من أهمية بالنسبة للمحيط، وللمناخ بصفة عامة.
وأضافت قائلة: "حماية الأشجار التي كنت أقبّلها في طفولتي هي مهمتي الآن ...وسوف أبذل كل ما في وسعي لكي تظل في مأمن من كل المخاطر التي تهددها".