: آخر تحديث

إمبراطورية الشر

37
56
52

اختارت الأسبوعية الفرنسية "لوبوان" اليمينية الوسطية في عددها الصادر في الأسبوع الأخير من شهر مارس-آذار الماضي، نشر ملف عن الصين الشيوعية واضعة على غلافها صورة للرئيس الصيني تشي جيبينغ، واصفة على غلافها أيضا الصين الشيوعية بـ"امبرطورية  الشر".

وتقول المجلة إن الصين تتعامل مع العالم بأشكال لا تليق بدولة كبيرة لها وزن ثقيل على المستوى الإقليمي والدولي. لذلك باتت مصداقيتها محلّ شك وارتياب من قبل العديد من الدول، الغربية منها بالخصوص.

واعتمادا على بعض الأدلة تشير "لوبوان" إلى أن الصين تخفّت عن العديد من الحقائق المتصلة بأزمة الكوفيد19. من ذلك مثلا أنها نشرت في اليوم الأخير من شهر كانون الأول\ديسمبر2019، بيانا غريبا ومقتضبًا يقول بإن هناك انتشار لمرض التهاب الرئة مجهول المصدر.
والحال أن العلماء يعلمون أنه يوجد في عاصمة إقليم "هوباي"، معهد لمبحث الفيروسات تتعرض التجارب التي يقوم بها إلى مخاطر جسيمة. وكان بإمكان بكين أن تعلن عن ذلك، إلاّ أنها تستّرت عن الأمر ليواجه العالم أزمة صحية حصدت ملايين الأرواح، وشلّت الحركة الاقتصادية العالمية، وأحدثت شروخًا اجتماعية خطيرة في الدول الغنية كما في الدول الفقيرة.

وتشير :"لوبوان" إلى أن الصين استخفت بالتقارير العلمية التي قدمها كبار العلماء في الدول الغربية، والتي تثبت بأدلة قطعية أن مصدر الكوفيد19 هو فشل تجربة علمية في مختبر مضاد للفيروسات، أو أنه ناتج عن فيروس لحيوان متوحش بيع في الأسواق الصينية، معتبرة أن  هذه التقارير "مزيفة"، و"خالية من الصحة".

ولا يزال صقور واشنطن وذئاب بكين يتنازعون إلى حد هذا الوقت بشأن مصدر فيروس الكوفيد19 من دون أن تُقدم الصين أدلة جديدة تُثبت عدم تورطها المباشر في انتشاره على المستوى العالمي.
كما أنها تصدّت بطرق مختلفة لكل عمليات البحث والتدقيق في هذا الشأن معتبرة كل محاولة في هذا الاتجاه "مؤامرة ضدها". بل أنها روّجت أن مصدر الفيروس المذكور جنود أميركيون كانوا في زيارة إلى الصين.

وتقول مجلة "لوبوان" إن باحثين زاروا المنطقة التي انطلقت منها جائحة الكوفيد نشروا تقاريرا تشير إلى أن أسواق هذه المنطقة تبدو شبيهة بحديقة للحيوانات بحيث تكون مثل هذه الأسواق المكان الأمثل لانتشار الفيروسات الخطيرة.

ويقول أحد الباحثين: "زرت عددا من هذه الأسواق لبيع الحيوانات، وواحد منها كان مُتّسعا للغاية، وفيه تباع حيوانات متوحشة بأعداد كبيرة.
وما أدهشني هو وجود كلاب مفترسة. وحال الدخول إلى هذا السوق، يمكن للزائر أن يرى أقفاصا ضخمة لهذه الحيوانات".

وترى "لوبوان" أن اقتراب الصين من روسيا، وتمددها في أفريقيا، وسعيها إلى أن تكون لاعبًا قويًا في القضايا السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى "ضرب" المصالح الحيوية للدول الغربية، وللولايات المتحدة الأميركية غريمة بكين الكبرى.

وهي تفعل ذلك اعتمادا على نظرية تقول بإن "الأسماك الكبيرة تأكل الأسماك الصغيرة". لذلك لا بد أن تصبح الصين "سمكة كبيرة" لكي تكون لها القدرة على أن تلعب دورا أساسيا في السياسة العالمية حتى ولو قادتها مثل هذه السياسة إلى الدوس على المبادئ المحورية التي تقوم عليها السياسية العالمية، والى ابتكار مختلف أشكال التخفي والتحايل لإخفاء مخططاتها وأهدافها.         


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار