: آخر تحديث
في ضوء التوتر الكبير الحاصل اليوم

بات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أبعد من أي وقت مضى

25
18
23

نستهل جولتنا من صحيفة الأوبزرفر التي نشرت مقالا لمراسلتها في القدس بيثان ماكيرنان، تتحدث فيه عن أحزان الإسرائيليين في ظل اشتداد دوّامة العنف مع الفلسطينيين.

وأشارت الكاتبة إلى حادث إطلاق النار أمام كنيس مستوطنة النبي يعقوب في القدس الشرقية مساء الجمعة، والذي أودى بحياة سبعة أشخاص وأصاب آخرين بجروح.

ورصدت ماكيرنان "صدمة" بين الإسرائيليين خلّفها الهجوم الذي يعدّ الأعنف منذ نحو 15 عاما.

وأشارت إلى أن الهجوم الذي نفذه شاب فلسطيني جاء بعد يوم واحد من مداهمة قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة وأودت بحياة تسعة فلسطينيين - وهو أعلى عدد وفيات جرّاء عملية واحدة يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 20 عاما.

وترى ماكيرنان أن مداهمة مخيم جنين تسببت في إثارة رد الفعل العنيف، وتركت كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على حافة ما يمكن أن نسميه دوامة جديدة مدمّرة من إراقة الدماء.

ورأت صاحبة المقال أن السلطة الفلسطينية أخذت تنحسر شرعيتها في أعين الكثيرين من الشباب الفلسطيني ممن تفتحت أعينهم على قادة غير عابئين بتغيير أوضاعهم الراهنة، حتى بات الشباب ينظرون إلى هؤلاء القادة في السلطة على اعتبار أنهم متعاقدون أمنيون من الباطن مع الاحتلال.

ولفتت ماكيرنان إلى ازدياد شعبية جيل جديد من المليشيات المسلحة المرتبطة مع حركتي فتح وحماس، والتي تحصل على سلاح مهرّب من الأردن ومن قواعد الجيش الإسرائيلي عبر السرقة - طبقا لصاحبة المقال.

وانتقلت الكاتبة إلى الجانب الآخر، حيث انتخب الإسرائيليون الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ دولتهم - ما ينذر بعودة قوية للعمليات القتالية.

وترى ماكيرنان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو -كما يعتقد كثيرون- أسيراً لمطالب شركائه المتطرفين في الحكومة في مقابل نجْدتهم له من محاكمة يواجه فيها تُهماً بالفساد.

ورصدت الكاتبة كيف انعقدت حكومة نتنياهو مساء السبت، بعد تشييع جنازات قتلى هجوم كنيس النبي يعقوب، وذلك لبحث سُبل الرد.

وحذرت ماكيرنان من هجمات دامية وأخرى مضادة على كلا الجانبين؛ مشيرة إلى اتخاذ أقصى درجات التأهب في الشرطة والجيش الإسرائيلي، وإلى نشر خمس وحدات عسكرية إضافية في القدس والضفة الغربية.

ورأت صاحبة المقال أنه من غير الممكن التنبؤ بما سيحدث، لكن استطلاع رأي حديثا أظهر أن 61 في المئة من الفلسطينيين مقابل 65 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن شبح انتفاضة ثالثة يلوح في الأفق.

كما كشف الاستطلاع، الذي أجري في ديسمبر/كانون الأول، عن أقل دعم على الإطلاق من المشاركين فيه لعملية السلام، وأنّ دعم الفلسطينيين يزيد في المقابل للصراع المسلح، كما أن عددا متزايدا من الإسرائيليين باتوا يعتقدون أن دولتهم ينبغي أن تذهب إلى الحرب لتدمير القدرات العسكرية للفلسطينيين.

واختتمت الكاتبة بقول داليا شيندلين، الباحثة المشاركة في إجراء الاستطلاع، إن "السلام في (هذه) المنطقة بات أبعد ما يكون عن أي وقت مضى".

الدبابات وحدها لا تكفي

جنود على دبابة
Getty Images
جنود أوكرانيون في دبابة من طراز تي-80 شرقي أوكرانيا

وننتقل إلى صحيفة صنداي تايمز، حيث نطالع مقالا مطولا للباحث في الشأن الروسي مارك غاليوتي، حول الحرب في أوكرانيا وكيف يمكن أن تتأثر بعد استجابة الحلفاء الغربيين لطلب كييف الخاص بتزويدها بدبابات ليوبارد الألمانية.

ونوه الكاتب إلى أن أوكرانيا تتأهب للحصول على 14 دبابة من طراز ليوبارد2 ألمانية الصنع، مع احتمالية حصولها على المزيد من هذا الطراز من الدبابات من دول أوروبية أخرى بعد أن رفعت برلين الحظر على إعادة تصديرها.

هذا بالإضافة إلى 14 دبابة من طراز تشالنجر2 تعهدت بها المملكة المتحدة، و31 دبابة إم1 أبرامز وافقت الولايات المتحدة على إرسالها إلى أوكرانيا.

ورأى غاليوتي أن هذه الدبابات الغربية كفيلة بإحداث تغيير نوعي في القدرات العسكرية لأوكرانيا التي ظلت حتى الآن تعتمد على دبابات تعود إلى الحقبة السوفيتية.

ويستدرك صاحب المقال بأن وصول هذه الدبابات إلى أوكرانيا لا يعني بالضرورة قدرة الأخيرة على تحقيق انتصار سريع أو مؤكد؛ فالأمر أعقد من ذلك.

ورأى الكاتب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منخرط في صراع عسكري مع موسكو من جهة، وفي صراع دبلوماسي مع الغرب من جهة أخرى.

وقد أقال زيلينسكي مؤخرا عددا من المسؤولين البارزين في بلاده في حملة على الفساد، في محاولة لطمأنة الحلفاء الغربيين القلقين من عدم التقدم على صعيد إصلاحات داخلية تتعلق بمكافحة الفساد يرون أن أوكرانيا في حاجة ماسة إليها.

في الوقت نفسه، يبحث زيلينسكي عن إحراز تقدم ملموس في حربه مع روسيا، وذلك من أجل تأمين دعم الحلفاء الغربيين لقواته في تلك الحرب.

وقد ظلت أوكرانيا على مدى شهور تناشد حلفاءها الغربيين بنحو 300 دبابة حتى تتمكن من إخراج قوات بوتين من أراضيها.

ولم تأت مناشدات الأوكرانيين بالحصول على الدبابات الغربية من فراغ؛ فهم يؤمنون بدور محوري لهذه الدبابات في الشهور المقبلة من الحرب.

ويتأهب الأوكرانيون لهجوم روسي في الربيع المقبل تستعد له موسكو باستدعاء نحو 150 ألفا من جنود الاحتياط من كل أنحاء روسيا.

أضف إلى ذلك أن قائد الجيش الروسي الجديد فاليري جيراسيموف هو بالأساس ضابط في سلاح المدرعات.

جيراسيموف
Reuters
الجنرال جيراسيموف كان بالأساس ضابطا في سلاح المدرعات

ورغم خسارة روسيا نحو 1,500 دبابة حتى الآن في هذه الحرب، فلا يزال لديها عدد مماثل جاهز للاستخدام.

وليس أنسب من دبابة لمواجهة دبابة مثلها، بحسب الكاتب الذي يشير إلى أن الروس عادة ما يضحّون في تصميماتهم للمدرعات بعنصر الاستدامة في سبيل عنصرَي السرعة والقدرة التدميرية - على أنه لا يمكن القول إن مدرعاتهم تُعدّ أهدافا سهلة.

ورأى صاحب المقال أن الدبابات الغربية الأكثر تطورا تعدّ خصما قويا لدبابات الجنرال الروسي الجديد جيراسيموف. على أن هذا ليس كل ما في الأمر.

وليس سراً أن الأوكرانيين يستعدون هم أيضا لهجوم في الربيع بنحو 5000 جندي يشكلون لواء ميكانيكا مجهزاً بعتاد غربي متطور.

وبهذا اللواء يستهدف الأوكرانيون اختراق الخطوط الدفاعية المنيعة لروسيا وتهديد أهدافها الاستراتيجية - ومن هذه مدن في منطقة دونباس أو محاولة قطْع ذلك الجسر البريّ الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم عبر ماريوبول.

ويرى غاليوتي أن موسكو إذْ تتطلع لتحقيق انتصارات، فإنها تراهن على الوقت والوصول بالأوضاع لحال من الجمود.

ويرجّح الكاتب أن تعمد موسكو في سبيل تحقيق هدفها إلى الحيلولة دون تحقيق كييف لأي تقدّم ملموس على جبهات القتال على نحو يرى معه الحلفاء الغربيون ألا طائل من استمرار الحرب في ظل جمود الموقف بسبب مناعة الخطوط الدفاعية الروسية.

وعليه، رأى صاحب المقال أن كييف -بعد حصولها على الدبابات الغربية- تحتاج إلى أن تضرب بأقصى ما في وسعها من قوة لتحقيق انتصارات على الأرض. وإذا ما تمكن الأوكرانيون من تحقيق تقدم ملموس، لا سيما قطْع الجسر البري الرابط بين روسيا والقرم، عندئذ سيتعذر على بوتين الاعتقاد بأن الوقت في صالحه.

واختتم الكاتب بالقول إن الربيع المقبل مرشح لأنْ يشهد احتدادا في إيقاع الحرب وضراوتها، لا سيما إذا ما استعانت أوكرانيا بالدبابات الغربية في الوقت المناسب، وهو ما سيرجح كفتها على صعيد العتاد. على أن الحرب في نهاية الأمر تتعلق بالإرادة أكثر منها تعلقاً بالعتاد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار