باماكو: قُتل 42 جنديا ماليا الأحد في هجوم نسب لجهاديين في مدينة تيسيت الواقعة في منطقة حدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، هو الأعنف منذ العام 2019، بحسب حصيلة جديدة أعلنت الاربعاء.
وجاءت هذه الحصيلة الجديدة استنادا إلى وثيقة تتضمن أسماء الجنود القتلى أكد العديد من المسؤولين صحتها لفرانس برس.
وجاء هجوم الأحد بعد أن أدار المجلس العسكري ظهره لفرنسا وشركائها الدوليين، واعتمد بدلاً من ذلك على روسيا لمواجهة التهديد الذي يشكله الجهاديون في مالي وكذلك بوركينا فاسو والنيجر.
وعدد القتلى هو الاعلى في صفوف الجيش المالي منذ سلسلة هجمات نهاية 2019 ومطلع 2020 نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة المثلث الحدودي.
وقال الجيش الاثنين في بيان إن أربعة مدنيين قتلوا أيضا في الهجوم كما أن من بين المدنيين أعضاء منتخبين محليا، على ما أفاد أقارب ضحايا رفضوا الكشف عن هويتهم لفرانس برس.
كما اوضح البيان ان سبعة "أعداء" قتلوا في الهجوم وهم مسلحون "على ما يبدو من تنظيم الدولة الاسلامية في الصحراء الكبرى ومدعومين بطائرات مسيرة".
ويقع قطاع تيسيت من الجانب المالي في منطقة المثلث الحدودي الريفية الشاسعة، والتي لا تسيطر عليها الدولة وغالبا ما تكون مسرحا لمواجهات وهجمات.
والمثلث الحدودي هو الهدف المفضّل لجماعتين جهاديتين مسلّحتين تنشطان فيه هما "تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة.
ويحاول الجهاديون السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالذهب.
وفي آذار/مارس 2021 قتل 33 جنديا في كمين نفذه تنظيم الدولة الاسلامية في الصحراء الكبرى.
وتنتشر في هذه المنطقة التي يطلق عليها مسمى " غوما مالي" قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في اطار مهمة بمالي.
وغالبًا ما يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين فكي كماشة في الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتنافسة، ويواجهون هجمات انتقامية يشنها الجهاديون الذين يتهمونهم بالانحياز للعدو.
وفي شباط/فبراير الفائت قتل نحو أربعين منهم على أيدي عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في الصحراء الكبرى، لكونهم اعتبروا داعمين لتنظيم القاعدة.
وفر الآلاف من سكان المنطقة التي تشهد انقطاعا متواصلا لشبكة الهاتف منذ سنوات عديدة، إلى المدينة الكبيرة غاو والتي تبعد حوالي 150 كلم في الشمال.
وكانت منطقة "المثلث الحدودي" مسرحا لأحداث دامية في نهاية 2019 ومطلع 2020 مع سلسلة من الهجمات هي الأعنف التي تشهدها الدول الثلاث منذ اندلاع الصراع في العام 2012 في شمال مالي.
ودخلت مالي في دوامة عنف منذ العام 2012 واتسعت رقعة تواجد الجهاديين من شمال البلاد إلى وسط البلاد ثم جنوبها كما امتدت إلى بوركينا فاسو والنيجر.
وقتل المئات من الجنود على أيدي جهاديين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
ونهاية شهر تموز/يوليو الفائت سُجل 11 هجوما منسقا على الأراضي المالية.