نيقوسيا: يحيي البابا فرنسيس في الملعب البلدي في نيقوسيا قداساً في الهواء الطلق يشارك فيه نحو سبعة آلاف مؤمن من الأقليات الكاثوليكية في الجزيرة المتوسطية، في اليوم الثاني من زيارته قبل أن ينتقل صباح السبت إلى اليونان.
وفي مبادرة رمزية تؤكّد تمسّكه بالدفاع عن المهاجرين في العالم، ينقل البابا من قبرص إلى الفاتيكان خمسين مهاجراً قدموا إلى الجزيرة من دول فقيرة أو تشهد نزاعات، ليبدأوا حياة جديدة في إيطاليا.
وفي وقت لاحق بعد الظهر، يلتقي البابا مجموعة من المهاجرين وطالبي اللجوء في قبرص ليصلّي معهم في كنيسة الصليب المقدس الكاثوليكية في نيقوسيا القديمة الواقعة قرب خط التماس مع الشطر الشمالي من الجزيرة.
وقبرص ذات غالبية أرثوذكسية ومقسومة منذ 1974، تاريخ الغزو التركي لثلثها الشمالي الذي يقطنه قبارصة أتراك معظمهم مسلمون. والمفاوضات بين الجانبين حول إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ العام 2014.
ووصل إلى الشواطئ القبرصية خلال السنوات الأخيرة عدد متزايد من المهاجرين.
وتقول السلطات إنّ قبرص التي تعدّ مليون نسمة، تضم اليوم العدد الأكبر من طلبات اللجوء التي يقدّمها مهاجرون نسبة إلى عدد سكانها، مقارنة بدول الإتحاد الأوروبي الأخرى.
ويوجد في قبرص قرابة 25 ألف كاثوليكي بينهم حوالى سبعة آلاف ماروني، بينما الباقون من اللاتين والكاثوليك ومعظمهم مهاجرون آسيويون وأفارقة.
برنامج جولة البابا
ويبدأ البابا يومه الجمعة بزيارة إلى مقر الأسقفية الأرثوذكسية في نيقوسيا القديمة ويزور بعدها كنيسة القديس بارنابا المجاورة.
ويحمل البابا فرنسيس (84 عامًا) في زيارته شعار "العزاء في الإيمان" المستقى من معنى اسم القديس بارنابا القبرصي الجنسية والذي يعني "المعزّي".
ومنذ أصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية، يولي البابا فرنسيس الحوار بين الأديان، وبين المذاهب المسيحية المختلفة، أولوية قصوى.
ويبدأ القداس الساعة العاشرة صباحاً (8,00 ت غ)، ويشارك في إحيائه عدد كبير من الكهنة من المذاهب الكاثوليكية المختلفة، وستخدمه جوقة ترتيل مؤلّفة من 130 شخصاً من جنسيات ومذاهب مختلفة تشكّلت خلال الأسابيع الأخيرة، سترنّم باليونانية والإنكليزية والعربية.
وهو البابا الثاني الذي يزور قبرص بعد البابا بنديكتوس السادس عشر في 2010. وهذه الرحلة هي الـ35 للبابا إلى الخارج منذ بدء حبريته عام 2013.
ووجّه البابا فرنسيس في اليوم الأول من زيارته الخميس، نداء إلى أوروبا لتحطيم "جدران الخوف" التي "تمليها المصالح القومية"، والإنفتاح على الإختلاف والتنوّع، في عزّ أزمة هجرة تعانيها دول القارة الأوروبية.
والتقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الذي شكر له "مبادرته الرمزية" في نقل مهاجرين إلى إيطاليا.
دعوة إلى الحوار
ودعا في المحطة الأولى لزيارته في كاتدرائية سيدة النعم المارونية في العاصمة القبرصية، أوروبا، إلى "التغلّب على الإنقسامات" و"تحطيم الجدران" و"الترحيب والإندماج".
وقال "من أجل بناء مستقبل يليق بالإنسان، من الضروري العمل معاً، والتغلّب على الإنقسامات وتحطيم الجدران وتغذية حلم الوحدة. نحن بحاجة إلى الترحيب والإندماج والسير معاً لنكون جميعاً إخوة وأخوات".
ودعا إلى "الحوار" لحل الأزمة القبرصية، قائلاً في القصر الرئاسي "الجرح الذي تتألّم منه هذه الأرض بصورة خاصة، ناتج عن التمزّق الرهيب الذي عانت منه في العقود الأخيرة".
وأضاف "طريق السلام الذي يشفي النزاعات ويجدّد جمال الأخوة، يتميّز بكلمة واحدة هي الحوار".
واتّهم زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار الخميس السلطات القبرصية بأنها تستخدم زيارة البابا لتسجيل "أهداف سياسية ضد تركيا وضد جمهورية شمال قبرص التركية".
وأسف لكون البابا "سيزور القبارصة اليونانيين فقط"، قائلاً "هناك شعبان في قبرص. ليس فقط اليونانيون المسيحيون، إنما أيضاً الأتراك المسلمون".