: آخر تحديث
هاجس الانتقام يقض مضاجعهم.. ويطالبون الحكومة بإحكام الأمن

مسلمو سريلانكا يعيشون في خوف بعد مجزرة عيد الفصح

44
46
47
مواضيع ذات صلة

يعيش مسلمو سريلانكا في خوف بعد وقوع مجزرة الأحد الماضي الدامية التي استهدفت يوم عيد القيامة كنائس وفنادق، مطالبين الحكومة بإحكام الأمن منعًا من أي عمليات انتقامية عشوائية وسط فورة غضب تجتاح البلاد.

إيلاف: يقول محمد حسن (41 عامًا) السريلانكي المسلم أنه بالكاد غادر منزله منذ الاعتداءات الدامية التي أوقعت 259 قتيلًا في سريلانكا  في يوم عيد الفصح الأحد، خوفًا من ردود فعل انتقامية.

ورغم أنه يعمل خارج المنزل في مطبعة، فإن أسرته تتوسل إليه بأن يلزم المنزل في كولومبو عاصمة البلد الذي لا يزال تحت وقع الصدمة. قال حسن لفرانس برس لدى خروج نادر للصلاة في مسجد في حي ديماتاغودا: "هم قلقون، ويخشون إن خرجت من المنزل، ألا أعود إليه حيًا".

ونفذ انتحاريون مجزرة صباح الأحد في ثلاثة فنادق فاخرة وثلاث كنائس خلال قداس القيامة، في كولومبو ومواقع أخرى من البلد الواقع في جنوب آسيا. وتقول السلطات إن المجزرة ارتكبها فصيل "جماعة التوحيد الوطنية" الإسلامية المحلية، وقد تبناها تنظيم الدولة الإسلامية. وروّع الاعتداء السريلانكيين والمجتمع الدولي. 

نددت المنظمات المسلمة في سريلانكا بالاعتداءات، لكن الكثير من مسلمي البلد يخشون الوقوع ضحية أعمال انتقامية إثر أعمال العنف هذه.

تقول زارينا بيغوم (60 عامًا) المسلمة السريلانكية دامعة أمام مسجد إنها لم تنم إلا قليلًا منذ نهاية الأسبوع. تضيف "أعرف أن الناس غاضبون من المسلمين".

تابعت السيدة التي كانت ترتدي لباسًا أسود، "قتل رضع كانوا في أحضان أمهاتهم"، مضيفة "لم أكن أتخيل وجود كل هذه الكراهية في قلوب (مرتكبي الاعتداءات). والكراهية ستزرع الكراهية". وأكدت بيغوم "نحن نقبع في منازلنا، ونخاف مغادرتها".

وفي سريلانكا خليط من الإثنيات والأديان، حيث إن غالبية السكان من السنهاليين البوذيين، إلى جانب 10% من المسلمين، الذين يعتبرون ثاني أكبر إثنية في البلاد بعد الهندوس. أما المسيحيون، فيعدون 7% من أصل تعداد سكاني قدره 21 مليون نسمة.

لسنا أعداءكم
وتشهد سريلانكا توترات دينية وإثنية. وهي لا تزال تضمد جروح حرب أهلية استمرت أربعة عقود بين الغالبية السنهالية وتمرد التاميل الانفصالي، وانتهت قبل عشر سنوات. وكان رهبان بوذيون متطرفون شنوا حملات ضد المسلمين. ففي 2013 و2018 تمت مهاجمة متاجر للمسلمين السريلانكيين.

تسري شائعات بين السنهاليين تقول إن ارتداء ملابس داخلية أو تناول طعام مصدره متاجر مسلمين، قد يؤديان إلى العقم. وإثر اعتداءات الأحد دعا رئيس الحكومة رانيل ويكريميسنغي إلى الهدوء والوحدة في البلاد. وقال الثلاثاء "إن الغالبية الساحقة من المسلمين تدين هذا العمل، وهي أيضًا غاضبة مثل التاميل والسنهاليين لما حدث".

رغم ذلك يعرب حلمي أحمد نائب رئيس المجلس الإسلامي في سريلانكا عن مخاوف. وقال "إن مئات الأشخاص قد دفنوا، وبالتالي ستكون هناك انفلاتات عاطفية يمكن جزئيًا تبريرها". أضاف "طلبنا من الحكومة (..) أن تتأكد من ضمان الأمن. (الاعتداءات) لم ترتكبها الطائفة المسلمة، بل بعض العناصر الهامشيين".

وكان عبّر مع مسؤولين سريلانكيين مسلمين آخرين، قبل ثلاث سنوات، للسلطات عن القلق من نشاط زعيم "جماعة التوحيد الوطني"، التي تتهمها سلطات البلاد بتنفيذ الاعتداءات.

وقال حلمي أحمد "هذا الشخص كان هامشيًا، وتسبب في تطرف شبان بداعي تعليمهم القرآن (..) لكن لا أحد كان يعتقد أنه قادر على تنفيذ هجوم بهذا الحجم". ويقول ر. ف. أمير، الذي كان في المسجد، إن المسلمين السريلانكيين لا يريدون شيئًا سوى السلم الاجتماعي.

أضاف "نحن نعيش في خوف دائم، لأن ثمة من يريد تحميلنا المسؤولية. سينظرون إلينا باعتبارنا أعداء لهم". وتابع "لكننا نريد أن نقول للجميع: +لسنا أعداءكم+. هذا وطننا الذي عرف بأنه جوهرة آسيا. ونريده أن يبقى كذلك".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار