: آخر تحديث
اتهم المقاتلين الأكراد المدعومين أميركيًا بالخيانة

الأسد: فرنسا لا تزال تدعم الإرهاب في سوريا

110
137
106

دمشق: وجه الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين انتقادات حادة الى فرنسا التي اتهمها بـ"دعم الارهاب"، معتبراً أنه "لا يحق لها التحدث عن السلام" في بلاده، على خلفية مواقف عدة صدرت من باريس اتهمت دمشق بعرقلة جهود تسوية النزاع.

وقال الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عقب لقائه وفداً روسياً في دمشق "فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سوريا، ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى أنهم غيّروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن".

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الاسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري، بعدما باتت اولوية باريس محاربة التنظيمات "الجهادية" في العراق وسوريا. 

واعتبر الأسد أن الفرنسيين "ليسوا فى موقع أو موقف يقيم مؤتمرًا يفترض بأنه مؤتمر للسلام"، مشدداً على أن "من يدعم الارهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسًا".

تأتي تصريحات الأسد غداة اعتبار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن "المطلوب اذن التحدث الى بشار ومن يمثلونه"، مشدداً على أن هذا لن يعفيه "من أن يحاسب على جرائمه أمام شعبه، أمام القضاء الدولي". وكان مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اتهم الجمعة دمشق بانتهاج "استراتيجية العرقلة" في جولة مفاوضات جنيف التي انتهت الخميس من دون تحقيق أي تقدم.

وقال "نأسف لموقف النظام السوري الذي رفض المشاركة في المحادثات منذ 28 نوفمبر" تاريخ انطلاق الجولة الأخيرة التي تغيب الوفد الحكومي عن جزء منها ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة. وأسف المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس لـ"اضاعة فرصة ذهبية"، منتقداًً رفض الحكومة السورية التحاور مع المعارضة.

وتعوّل دمشق على مؤتمر حوار سوري تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي في الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعده، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية وقوى غربية محاولة "التفاف" على مسار جنيف. وقال الأسد في تصريحاته الاثنين "في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبّرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات. الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها".

وعلى غرار جولات التفاوض السابقة، اصطدمت الجولة الأخيرة بتباين وجهات النظر ازاء مصير الأسد. إذ تتمسك المعارضة في مواقفها المعلنة، رغم الضغوط الدولية عليها، بتنحيه مع بدء الانتقال السياسي، فيما ترفض دمشق خوض أي مفاوضات مباشرة ما لم يتم التخلي عن هذا المطلب.

كما اتهم الرئيس بشار الأسد الاثنين المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مساحات واسعة في شمال وشمال شرق سوريا بـ"الخيانة" جراء تعاونهم مع واشنطن التي تقود تحالفاً دولياً ضد تنظيم داعش.

وقال في تصريحات لصحافيين بعد استقباله وفداً حكومياً واقتصادياً روسياً، نقلتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، "عندما نتحدث عن ما يطلق عليه تسمية الأكراد، في الواقع هم ليسوا فقط أكراداً، لديهم مختلف الشرائح في المنطقة الشرقية مساهِمة معهم"، مضيفاً "بغض النظر عن هذه التسمية، كل من يعمل لصالح الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (...) وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة". وتابع الأسد "هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين".

وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد الذي يشكلون نحو 15 في المئة من السكان بدءاً من العام 2012. وعملوا على تمكين "إدارتهم الذاتية" في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، فأعلنوا "النظام الفدرالي" وبنوا المؤسسات على أنواعها وأجروا انتخابات لمجالسهم المحلية. 

وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، خاضت بدعم من التحالف الدولي معارك ضد تنظيم داعش، وطردته من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة.

ولطالما أعربت دمشق عن رفضها دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد، مؤكدة نيتها استعادة السيطرة على كافة أراضي البلاد. إلا أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب في وقت سابق عن استعداد دمشق الحوار مع الاكراد حول اقامة "ادارة ذاتية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار