إيلاف من لندن: اجتمعت نخبة من البرلمانيات، الناشطات الحقوقيات، وصانعات القرار لإحياء فعالية خاصة في مجلس النواب البريطاني ناقشت التقدم المحرز والتحديات المستمرة لتحقيق المساواة بين الجنسين في المملكة المتحدة.
وبرعاية من النائبة فلور أندرسون، اجتمعت شخصيات نسائية بارزة إلى جانب وفد من الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء وشبكة من المؤثرين، جميعهم ملتزمون بتعزيز حقوق المرأة وسلامتها وفرصها.
فلور أندرسون
أتاح الحدث، الذي استضافته النائبة فلور أندرسون، منصة للحوار بين شخصيات نسائية مؤثرة من مختلف المجالات، إلى جانب أعضاء من الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء، وعدد من الحلفاء المؤثرين الذين أكدوا أهمية الاستمرار في دعم حقوق المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
دودز تبرز أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، مشددة على الحاجة إلى إصلاحات قانونية لضمان فرص متساوية في سوق العمل، خاصة في المناصب القيادية
رغم التحولات الإيجابية التي شهدتها المملكة المتحدة، لا تزال هناك فجوات واضحة في تمثيل المرأة في المناصب القيادية وسلامتها في الأماكن العامة والخاصة، إلى جانب ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي.
قضية سلامة المرأة لا تزال من أكثر القضايا إلحاحًا في المجتمع البريطاني، حيث تعكس الإحصائيات الأخيرة واقعًا مقلقًا، إذ أن واحدة من كل ثلاث نساء في المملكة المتحدة تعرضت للتحرش في الأماكن العامة وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية لعام 2023، كما سجلت الشرطة أكثر من 194,683 جريمة عنف منزلي خلال العام المنتهي في مارس 2023.
معدلات قتل الإناث لا تزال مرتفعة، حيث قُتلت 94 امرأة على يد رجال في المملكة المتحدة عام 2022، وفقًا لتقرير إحصاء قتل الإناث.
ورغم تخصيص الحكومة البريطانية 230 مليون جنيه إسترليني لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات، يطالب الناشطون بمزيد من الإجراءات لضمان السلامة العامة للنساء في الشوارع، أماكن العمل، وحتى داخل المنازل.
تميز الحدث بسلسلة من الخطابات المؤثرة، حيث استهلت النائبة أنيليس دودز النقاش بمداخلة تناولت فيها أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، مؤكدة ضرورة تقليص الفجوة في الأجور بين الجنسين، وإجراء إصلاحات قانونية لضمان حصول المرأة على فرص متساوية في سوق العمل، خصوصًا في المناصب القيادية والمجالات التي يسيطر عليها الرجال.
أوين تؤكد في خطابها على ضرورة التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي
أما النائبة سارة أوين، فألقت خطابًا حماسيًا تناولت فيه العنف القائم على النوع الاجتماعي، التمييز الذي تواجهه المرأة في أماكن العمل، وتأثير سياسات التقشف على الخدمات المخصصة للنساء.
وشددت أوين على أن المساواة لا تتحقق فقط بالاعتراف بالمشكلة، بل تحتاج إلى تغييرات جذرية في السياسات الحكومية.
ناندي تدعو إلى تمثيل أكثر إنصافًا يبتعد عن القوالب النمطية
من جهتها، تناولت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة ليزا ناندي دور الإعلام في ترسيخ صورة المرأة في المجتمع، محذرة من أن التمثيل غير العادل للمرأة في وسائل الإعلام لا يزال يشكل عائقًا أمام تحقيق المساواة الحقيقية.
وأكدت ناندي على ضرورة وضع معايير أكثر إنصافًا وشمولية في الإعلام لضمان تمثيل أكثر دقة للمرأة بعيدًا عن القوالب النمطية.
فيفي أنيكا تشارك تجربة شخصية مؤثرة
كما ألقت الناشطة فيفي أنيكا، المتخصصة في صناعة الأزياء، كلمة سلطت فيها الضوء على التحديات التي تواجه النساء في القطاعات الإبداعية، مشيرة إلى ضرورة وضع قوانين تحمي النساء في هذه المجالات من التمييز والتحرش وضمان بيئة عمل آمنة.
لقاء استثنائي جمع نساء قويات ومؤثرات، يوحدهن التزام ثابت بالنضال من أجل حقوق المرأة وتحقيق المساواة الحقيقية في المجتمع
شارك في الحدث أكثر من 170 امرأة مؤثرة من مجالات مختلفة، من بينهن شخصيات بارزة مثل لانا ساليوت، رائدة أعمال، شيريل ريد، محامية، أولغا بالاكليتس، مؤسسة منصة النساء المبدعات، حنا مورا، صانعة أفلام، أودرون غيدريمايت، مصممة أزياء، لارا أكيسون، مديرة العلاقات العامة والتسويق، وريبيكا ريوفريو، رئيسة الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء.
أكدت المشاركات أن المساواة بين الجنسين لا يمكن تحقيقها بمجرد الاعتراف بالمشكلة، بل تتطلب تنفيذ إصلاحات قانونية لحماية النساء من جميع أشكال العنف والتمييز، تعزيز تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وإقرار سياسات اقتصادية تضمن استقلالها المالي، بالإضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي حول حقوق المرأة من خلال الإعلام والتعليم.
راشيل روبرتس (Wishlist Southfields) تسلط الضوء على أهمية العمل المجتمعي والدعم المحلي لتعزيز حقوق النساء وتحسين أوضاعهن في مختلف المجالات
لم يكن هذا الحدث مجرد مناسبة احتفالية، بل شكل صرخة واضحة تؤكد أن النضال من أجل حقوق المرأة لم ينتهِ بعد، مما يستدعي تحركًا فعليًا من الحكومة والمجتمع لضمان تحويل هذه المطالب إلى قرارات ملموسة تحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة النساء في المملكة المتحدة وخارجها.
بات إنغرام (BASE Roehampton) تشدد على دور المبادرات المجتمعية في تمكين المرأة، مؤكدة أن التغيير الحقيقي يبدأ من الجهود الجماعية على المستوى المحلي.
اليوم العالمي للمرأة مناسبة سنوية تُقام في الثامن من مارس لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في المجالات السياسية، الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية، كما يعد فرصة مهمة لمراجعة التقدم المحرز في حقوق المرأة وتسليط الضوء على المشاكل التي لا تزال تحول دون تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين.
* تنشر "إيلاف" التقرير بالاتفاق مع Parliamentary Society: المصدر