إيلاف من الرياض: تستعد الفنانة فايا يونان لإحياء حفلين متتاليين في العاصمة السعودية الرياض ضمن أجواء فنية ينتظرها جمهورها بشوق بالغ، بعد النجاح الكبير الذي حققته في آخر لقاء جمعها بالجمهور السعودي في شهر سبتمبر الماضي.
وعبّرت فايا يونان في حوار خاص عن امتنانها العميق لهذه العودة، مؤكدة أن التجربة السابقة كانت من أجمل المحطات الفنية التي عاشتها، حيث شهدت حفلاتها الثلاث الماضية تفاعلاً حيويًا وامتلأت القاعات بالحضور، في لحظات وصفتها بأنها تركت أثراً في الذاكرة لا يُنسى.
وأوضحت فايا أن حفل الرياض المقبل ليس مجرد تكرار لتجربة سابقة، بل هو امتداد لحوار فني وإنساني لم ينقطع، مشيرة إلى أنها تستعد له بعناية كبيرة على المستويين الفني والعاطفي، حيث عملت خلال الأيام الأخيرة على صياغة برنامج غنائي متنوع يعبّر عن مراحل مختلفة من مسيرتها، ويتضمن باقة من أعمالها الخاصة، إضافة إلى موشحات وقطع موسيقية كلاسيكية من الزمن الجميل، فضلاً عن مجموعة من الأغاني الجديدة التي ستُعرض للمرة الأولى أمام جمهور الرياض، وهو ما اعتبرته نوعاً من الوفاء لهذا الجمهور الذي منحها طاقة خاصة لا تشبه غيرها من المسارح.
وأضافت أن من بين المفاجآت التي يحملها الحفل المرتقب، أغنية جديدة بعنوان "بيحق الهوى"، وهي عمل جديد سيُعرض للمرة الأولى في هذا الحفل، قبل طرحها لاحقاً بنهاية الشهر الجاري.
وأشارت فايا إلى أنها تحرص، كما في كل مرة، على إدخال لمسات سعودية محلية في برنامجها، تعبيراً عن تقديرها للثقافة الموسيقية في المملكة، ورغبتها الصادقة في التفاعل مع الإرث الغنائي الوطني. فقد سبق لها أن غنّت لأسماء كبيرة مثل طلال مداح وعبادي الجوهر، وهذه المرة قررت أن تفتح نافذة جديدة على هذا التراث، عبر تقديم عمل غنائي للفنان الكبير أبو بكر سالم، إلى جانب مفاجآت أخرى لم تفصح عنها، حفاظاً على عنصر الدهشة الذي تحرص عليه دائماً في حفلاتها.
ولم تُخفِ فايا حماستها للفريق الموسيقي الذي سيشاركها هذه التجربة، موضحة أن الفرقة تضم موسيقيين من مختلف الجنسيات، يعيشون ويعملون داخل المملكة، ويشكلون بانسجامهم لوحة تعكس التعددية التي تحتضنها الرياض، مدينة الفنون والتلاقي الثقافي.
وأكدت أن قيادة الأوركسترا ستكون من نصيب المايسترو ريان الهبر، الذي تجمعه بها علاقة فنية وطيدة، وهو التعاون الثالث بينهما في فعاليات تنظمها جهة الإنتاج ذاتها، ما يعكس درجة من التفاهم الناضج والتكامل الفني.
وأعادت فايا التذكير بتجربتها السابقة في مهرجان الغناء بالفصحى، الذي شاركت فيه قبل عامين، معتبرة أن هذه المشاركة تركت أثراً عميقاً في مسيرتها، لما تحمله من قيم ثقافية جمالية. وأكدت أن تخصيص مهرجان كامل للغناء باللغة العربية الفصحى يعد بحد ذاته إنجازاً كبيراً، إذ يسهم في إعادة الاعتبار للغة العربية بوصفها وسيلة للتعبير الجمالي، ويضيء على كنوز شعرية مغفلة، سواء من التراث القديم أو من النتاج المعاصر.
وأشارت إلى أن تلك المشاركة سمحت لها بالاقتراب أكثر من جمهور يثمّن هذا النوع من الغناء، كما عززت إيمانها بأهمية الحفاظ على اللغة العربية في الأعمال الغنائية، ليس فقط كلغة إبداع، بل كرافعة ثقافية تعيد ربط الجمهور بجذوره وهويته.
وتحدثت فايا أيضاً عن أجواء التحضير للحفل، مشيرة إلى أنها دخلت فعلياً في العد التنازلي، وسط أجواء من الحماس والتأمل والاستعداد النفسي والفني. وأوضحت أن ما يسبق الحفل هو دوماً لحظة خاصة، تتسم بالتركيز والصمت والتجهيز الداخلي، أما ما بعد الحفل فهو لحظة الانفتاح والفرح والاحتفال بالنجاح.
وفي التفاتة لطيفة، أشارت إلى طقسها الخاص بعد انتهاء الحفل، وقالت إنها تتهيأ لتناول "كبسة" سعودية شهية، لكنها تؤجّل هذه الوجبة إلى ما بعد الغناء، تجنباً لأي مفاجآت قد تؤثر على أدائها، معتبرة أن الكبسة مكافأة لا تُؤخذ قبل الإنجاز، بل بعده.
وفي سياق حديثها عن المملكة، أعربت فايا عن تقديرها العميق للحراك الثقافي الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن التحولات التي أطلقتها رؤية المملكة فتحت آفاقاً واسعة أمام الفنون بمختلف أشكالها، وخلقت مناخاً متجدداً للعمل الإبداعي، سواء في مجالات الغناء أو السينما أو المسرح أو الدراما التلفزيونية.
واعتبرت أن هذه الطفرة ليست شكلية أو مؤقتة، بل تعبّر عن تحول حقيقي في بنية الوعي الثقافي، وتؤسس لحالة فنية متكاملة يُبنى عليها مستقبل مشرق.
وتحدثت فايا بإعجاب عن الجهود المبذولة لإثراء المشهد الفني في البلاد، مشيرة إلى أن السعودية باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الحراك الفني العربي، ولم تعد تكتفي بدور المتلقي، بل أصبحت منتجاً ومؤثراً في الاتجاهات الفنية، وخصوصاً في مجال الدراما التلفزيونية التي أثبتت حضورها خلال المواسم الرمضانية، عبر أعمال ذات مستوى رفيع من الحرفية والجدية.
كما أشادت بتجربة مسلسل "الشميسي" الذي اعتبرته نموذجاً لهذا التطور، من حيث نوعية الكتابة والأداء الإخراجي واختيار الممثلين، مشيرة إلى أن العمل تضمن وجوهاً شابة تحمل طاقات كبيرة، وتعبّر عن جيل جديد من المبدعين السعوديين الذين يجمعون بين الموهبة والمعرفة، وهو ما يُبشّر بمستقبل واعد للفنون المحلية.
باقي عشرة أيام! ❤️ الرياض وأهل الرياض الحلوين، نلتقي قريباً ❤️ #الرياض #السعودية #حفلات_الرياض #فايا #فايا_يونان #riyadh #RiyadhSeason #ksa #saudi #SaudiArabia
— Faia Younan (@Faiayounan) April 16, 2025
⬇️⬇️⬇️ Tickets التذاكرhttps://t.co/MAwt0amIbr pic.twitter.com/e0vT0TugZ5