: آخر تحديث
مسلسلين انتظرهما الجمهور بشغف ونجاح كبير في حلقاتهما الأولى

مشاهدات رمضانية: "لام شمسية" و"ظلم المصطبة".. نجاح دون اعتبار لموعد العرض!

9
8
7

إيلاف من القاهرة: كريم الشناوي و"لام شمسية": رهان في وقته 

في مهرجان برلين السينمائي، التقيت بالمخرج كريم الشناوي، الذي كان يشارك بفيلمه "ضيّ"، وتحدثنا عن مسلسله الجديد "لام شمسية"، الذي طال انتظاره. أخبرني أن عرضه سيكون في النصف الثاني من رمضان، فسألته: ألا يقلقك أن تأتي متأخرًا، حين تخف لهفة المشاهدة ويبدأ الجمهور في حسم اختياراته الرمضانية؟ فأجاب بثقة: "ما يقلقني فقط هو جودة العمل".  

وبعد متابعة الحلقة الأولى، بدا واضحًا أن ثقته لم تكن في غير محلها. برأيي، هي من أفضل الحلقات الأولى التي قُدمت في الدراما العربية خلال السنوات الأخيرة. حلقة متماسكة إخراجيًا وبصريًا، مشغولة بعناية في الأداء والكتابة، وتطرح موضوعها بجرأة وهدوء.  

"لام شمسية' كان محاطًا بشائعات الرقابة منذ سنوات، ولم أتأكد من تجاوزه لتلك العقبة إلا مع عرض أولى حلقاته. وبعد مرور 8 حلقات، ما زال يحتفظ بمكانته كواحد من أقوى رهانات الموسم. أبطاله يستحقون الإشادة تحت قيادة كريم الشناوي، خاصة أمينة خليل، التي تقدم أحد أبرز أدوارها، إن لم يكن أهمها.  بجانب الطفل علي البيلي الذي يقدم شخصية "يوسف" أحد أهم أدوار الأطفال التي نشاهدها منذ سنوات في الدراما العربية، فهو دور محوري ومؤثر والطفل أجاده ببراعة.

مسلسل لام شمسية الحلقة 6.. رفد يوسف من المدرسة وعلاقة نيللي بزوجها في خطر
 

"أشغال شقة جدًا": متى تتوقف الكوميديا في وقتها؟  
"أشغال شاقة جدًا" يواصل نجاح الجزء الأول من المسلسل، ويثبت أنه من أنجح الأعمال الكوميدية في النصف الأول من رمضان. هشام ماجد وأسماء جلال يقدمان ثنائية ناجحة ومتناغمة، لكن هذا الموسم شهد بروز ثنائية جديدة بين هشام ماجد ومصطفى غريب.  

الثنائية الجديدة قدمت لحظات أكثر إضحاكًا، لكنها – من وجهة نظري – أقل جودة من حيث الذكاء والتجديد، إذ اعتمدت بشكل أكبر على "الإفيه" السريع، لا على كوميديا الموقف التي ميزت الجزء الأول، خاصة في مشاهد الخادمات والتفاعلات العائلية مع شخصية الزوجة (أسماء جلال)، التي كانت أكثر حيوية وتنوعًا.  

النجاح مغرٍ، لكن التحدي الحقيقي هو معرفة متى يجب أن تتوقف… والجمهور قد يكون أول من يطالب بجزء ثالث، لكنه نفسه قد ينقلب سريعًا إن لم يكن بالمستوى المتوقع. وهذه معضلة يعرفها جيدًا أحمد مكي مع "الكبير أوي"!  


 

"ظلم المصطبة": دراما خارجة عن التصنيف
في أقل من سبع حلقات، قدّم "ظلم المصطبة" ما يكفي من الجرائم والانعطافات الدرامية لجعل المشاهد يتساءل: ماذا بقي لبقية الحلقات؟ قتل، سرقة، خطف، وعوالم مشبعة بالعنف والمواجهة، تدور كلها في فضاء درامي لا يشبه أي شيء آخر على الشاشة الرمضانية هذا العام.  

المسلسل يعتمد على ثلاثي تمثيلي من العيار الثقيل: إياد نصار، فتحي عبدالوهاب، وريهام عبدالغفور، يقدمون مواجهات محتدمة وتفاصيل أداء عالية الحساسية. شخصياتهم لا تبحث عن تعاطف، بل عن البقاء، وكأننا أمام دراما أقرب إلى "النوير" العربي، إن صح التعبير.  

بصراحة، لم أكن متفائلًا كثيرًا بالمسلسل في البداية، خاصة بعد ما سمعناه من اعتذارات بعض الكتّاب والمخرجين المرتبطين به، وهو أمر كان يوحي بخلل ما في المشروع. لكن ما شاهدته حتى الآن يفاجئني بجودة تنفيذه، وجرأته، وتركيزه. عمل فاخر جدًا، يستحق الثناء، ويثير الحماس لما هو قادم.

إشارة أخرى إلى أن الحظ الجيد في الدراما يبدو رفيقًا لإياد وريهام، خاصة في الأعمال التي تدور خارج أسوار القاهرة. فبعد أن حظي مسلسلهما «وش وضهر»، الذي صُوّر في مدينة طنطا، بإشادات واسعة، ها هما اليوم يخوضان تجربة جديدة في قلب الريف المصري  في دمنهور.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه