يواصل "شارع الأعشى" تألقه خليجيًا ليخطف الأضواء بهدوء، بينما يبقى رامز جلال في قلب العاصفة، وعمرو أديب في دائرة النقاش الساخن.
في حديث خاص لـ"إيلاف"، يخرج بسام البريكان، المتحدث الرسمي باسم المجموعة، عن صمته ليفنّد الجدل، ويكشف ما يدور خلف الكواليس من أرقام، قرارات، وتحولات ترسم مستقبل المحتوى العربي.
إيلاف من القاهرة: قال بسام البريكان، المتحدث الرسمي ومدير عام الاتصال المؤسسي والإعلام في مجموعة MBC، إن برنامج رامز جلال يحقق أعلى نسبة مشاهدة في مصر، مؤكدًا أنه واحد من أنجح البرامج التي تقدمها القناة سنويًا.
وأوضح لـ"إيلاف" أن البرنامج يمتلك تاريخًا طويلًا من النجاح، حيث استطاع الحفاظ على شعبيته لسنوات عديدة، محققًا نسب مشاهدة مرتفعة في كل موسم. وأضاف أن الانتقادات التي يتعرض لها البرنامج لم تؤثر على استمرارية نجاحه، إذ يواصل الجمهور متابعته بشكل كبير، مما يؤكد جماهيريته الواسعة.
وأشار إلى وجود تناقض واضح بين من يهاجمون البرنامج وبين الأرقام الفعلية لنسب المشاهدة، لافتًا إلى أن من لا يعجبه المحتوى يمكنه ببساطة عدم متابعته، إلا أن الواقع يعكس أن البرنامج يحظى بجمهور ضخم في مصر والوطن العربي.
وأكد البريكان أنه لا يوجد أي إهانة للفنانة نوال الزغبي في البرنامج، بل على العكس، كانت مشاركتها إضافة قوية له. وأوضح أن نوال الزغبي فنانة كبيرة لها تاريخها ووزنها الفني، ومساهمتها في البرنامج قدمت لونًا جديدًا لجمهورها.
وأضاف أن MBC تسعى دائمًا لإضافة لمسة خاصة على برامجها دون التقليل من قيمة أي شخص، بل تهدف إلى تقديم محتوى يجذب المشاهدين ويحقق التنوع الفني. وأشار إلى أن التجربة كانت مختلفة عمّا اعتادت عليه نوال، لكنها أثبتت نجاحها فيها وأضافت بعدًا جديدًا للمحتوى الذي تقدمه القناة.
وعن الجدل الذي أثير حول تقاضي الإعلامي عمرو أديب مبلغ 2.5 مليون دولار سنويًا، قال البريكان إنه لا يتحدث عن الأجور، لكنه شدد على أن عمرو أديب يستحق ما يتقاضاه بكل تأكيد. وأوضح أن MBC ليست قناة حديثة العهد، بل تمتلك تاريخًا يمتد لأكثر من 30 عامًا، وأصبحت القناة العربية الأولى من حيث عدد المشاهدين، إذ يتعدى جمهورها اليومي 150 مليون مشاهد في العالم العربي.
وأضاف أن الظهور على شاشة MBC يعد طموحًا لأي إعلامي، مشيرًا إلى أن القناة تحرص دائمًا على استقطاب النجوم الذين يتمتعون بتأثير واسع مثل عمرو أديب، معتبرًا أن التعاون بين الطرفين مكسب لهما معًا، لكن في النهاية، تظل MBC هي المنصة الإعلامية الأهم في العالم العربي.
وحول تقديم أجزاء ثانية لأي مسلسل، أوضح البريكان أن هذا الأمر يعتمد بشكل أساسي على نجاح الجزء الأول، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني إجبار أي عمل على الاستمرار لمجرد تحقيقه مشاهدات مرتفعة. وأضاف أن MBC تتخذ قراراتها في هذا الشأن بناءً على قوة القصة وإمكانية استمرارها بشكل منطقي، مؤكدًا أنه إذا لم تكن هناك إمكانية درامية لتطوير الأحداث، فلن يتم إنتاج جزء جديد فقط لاستغلال النجاح. وأشار إلى أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا ويميز بين الأعمال التي تستحق الاستمرار وتلك التي يتم استغلال نجاحها دون تقديم محتوى جديد.
وأكد البريكان أن الإحصائيات أثبتت أن مسلسل "شارع الأعشى" حقق نسب مشاهدة مرتفعة في الخليج، بينما كان برنامج رامز جلال الأعلى مشاهدة في مصر، إلى جانب نجاح مسلسلي "أشغال شقة جدًا" و"العتاولة 2". وأوضح أن هذه الأرقام تستند إلى بيانات موثوقة تعكس تفضيلات المشاهدين في مختلف الدول العربية.
وأضاف أن جميع إحصائيات المشاهدة تأتي من مصادر رسمية وشركات متخصصة في تحليل نسب المشاهدة، مشددًا على أن أي أرقام تعلنها القناة تكون مستندة إلى هذه المؤسسات التي تقدم بيانات دقيقة حول مدى نجاح الأعمال التلفزيونية.
وفيما يتعلق ببرنامج حسن عسيري، قال البريكان إن البرنامج قدم جرعة كوميدية خفيفة تناسب جميع الفئات، مشيرًا إلى أن MBC تسعى دائمًا إلى تقديم محتوى كوميدي متنوع. وأوضح أن هذا العام شهد عرض العديد من البرامج والأعمال الكوميدية مثل "واي فاي"، متوقعًا أن يستمر هذا النهج في السنوات القادمة، حيث تعود الكوميديا لتأخذ حيزًا أكبر في الإنتاج الدرامي والترفيهي للقناة.
وأشار البريكان إلى أن MBC كانت من أوائل الجهات التي تبنت استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج وتحليل ردود الفعل الجماهيرية، مؤكدًا أن هذه التقنية ساعدت القناة في الوصول إلى تحليلات دقيقة خلال دقائق معدودة. وأوضح أن ذلك مكن القناة من معرفة ردود أفعال المشاهدين بسرعة ودقة أعلى مقارنة بالطرق التقليدية التي كانت تستغرق وقتًا طويلًا، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في تطوير المحتوى وضمان تقديم ما يواكب تطلعات الجمهور.
وأضاف البريكان أن نسب المشاهدة لا تعتمد فقط على العواصم والمدن الكبرى، بل تشمل أيضًا أعدادًا كبيرة من المشاهدين في القرى والمناطق الحدودية، مما يجعل انتشار MBC واسعًا جدًا. وأشار إلى أن العديد من الإحصائيات أثبتت أن نسب المشاهدة في المدن الصغيرة قد تكون أحيانًا أعلى من العواصم، حيث يعتمد سكان هذه المناطق على التلفزيون كمصدر رئيسي للترفيه، مما يعزز أهمية المحتوى الذي تقدمه القناة.
وعن مستقبل برامج المواهب، أكد البريكان أنها ستعود بقوة خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن القناة تعمل حاليًا على تطوير عدة مشاريع جديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا. وأوضح أن "Arabs Got Talent" كان واحدًا من أنجح البرامج التي قدمتها MBC، ومن المتوقع تقديم برامج مشابهة خلال المواسم القادمة، استجابةً لرغبات الجمهور الذي يتابع هذا النوع من المحتوى بكثافة.
كما أشار البريكان إلى أن برامج الغناء والمغامرات ستعود بعد العيد من خلال برنامج جديد يقدمه محمد الشهري، والذي سيقدم تجربة مختلفة في مجال برامج المسابقات والمغامرات. وأوضح أن البرنامج سيشمل منافسات بين المشتركين للحصول على جوائز تصل إلى مليون ريال، لافتًا إلى أن هذا النوع من البرامج يحظى بجمهور واسع نظرًا لعنصر التحدي والتشويق الذي يقدمه.
وشدد البريكان على أن قياس نجاح البرامج لم يعد يعتمد فقط على نسب المشاهدة التلفزيونية، بل أصبح التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عنصرًا أساسيًا في تقييم مدى انتشار وتأثير أي محتوى. وأوضح أن MBC تتابع ردود الأفعال بشكل لحظي، مما يساعدها في تحسين جودة المحتوى وتقديم ما يواكب تطلعات الجمهور، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا من معايير النجاح، ومن لا يواكب هذا التطور سيفقد فرصة كبيرة في السوق الإعلامي.
وختم البريكان تصريحاته بالإشارة إلى أن نجاح "Arabs Got Talent" كان متوقعًا بسبب شعبيته الكبيرة، حيث حقق نسب مشاهدة مرتفعة وتفاعلًا هائلًا على منصات التواصل الاجتماعي. وأوضح أن هذه البرامج تظل من أكثر الأعمال التي تحقق انتشارًا واسعًا، وهو ما دفع MBC إلى العمل على تطوير مزيد من البرامج الترفيهية المشابهة. وأضاف أن تميز MBC يعتمد على اختيار النصوص القوية والإنتاج السخي، مشيرًا إلى أن النجاح لا يأتي فقط من خلال الإنفاق الكبير، بل من خلال تقديم محتوى جيد يجذب المشاهدين، وهذا ما تركز عليه القناة في جميع إنتاجاتها. وأكد أن منصة "شاهد" أصبحت واحدة من أقوى المنصات الرقمية في العالم العربي، بفضل محتواها المتنوع الذي يناسب جميع الفئات، مما يجعلها المنصة الرقمية الأكثر نجاحًا في المنطقة.