إيلاف من عمان: أطلقت مغنية الأوبرا الأردنية زينة برهوم فيلمًا موسيقيًا قصيرًا بعنوان "البتراء"، لتكون هذه المرة الأولى التي يُدمج فيها الذكاء الاصطناعي لإحياء قصة خيالية مستوحاة من التاريخ النبطي.
كتبت زينة السيناريو بنفسها، ونسجت فيه شخصية خيالية تُدعى الأميرة بترا، إلى جانب شخصيات نبطية مستوحاة من شخصيات حقيقية كالأمير ماليكوس، الملك أريتاس، والملكة شقيلة. الفيلم مزج مشاهد حقيقية صُوّرت في البتراء بعدسة المصور الأردني محمد نور شاهين، مع مشاهد أنتجت بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
طاقم تمثيلي مميز
ضم العمل فريقًا أردنيًا بالكامل، حيث أدت زينة دور الأميرة بترا، وجسد يزن منذر عبيدات دور الأمير ماليكوس، وعنود زهران دور الملكة شقيلة، وممدوح العسلي دور الملك أريتاس. كان هاشم أبو سالم في دور الرسول الملكي، إلى جانب شخصيات أخرى مثل الراهب ومساعده والقرويين الذين أضفوا على العمل لمسة محلية حقيقية.
عرض ملكي في عمّان
إطلاق تحت رعاية ملكية
عُرض الفيلم الموسيقي لأول مرة في متحف الأردن في عمان، بتاريخ 2 ديسمبر 2024، برعاية الأميرة منى الحسين وبحضور الأميرة سناء عاصم. بدأت الفعالية بجولة في قاعة التاريخ النبطي بالمتحف، قادها مدير المتحف الدكتور إيهاب عمارين، ثم تبعتها كلمات من زينة برهوم وممثلين عن المتحف والهيئة الملكية للأفلام ومؤرخين محليين.
تجربة تُشعل الحواس
أرادت زينة أن تجعل العرض تجربة شاملة تستهدف كل الحواس. أطلقت عطرًا خاصًا يحمل اسم "البتراء" لتعزيز ارتباط الحضور بروح المكان، كما قُدم حفل استقبال بنكهة نبطية، أعدّه الشيف فرج الخطيب من فندق إنتركونتيننتال، مستوحيًا أطباقه من وصفات قديمة.
موسيقى تنبض بالتاريخ
بحث عميق لتصور الألحان
تمثل الموسيقى التصويرية للفيلم جزءًا محوريًا من المشروع. ألفت زينة كلمات وألحان أغنية "البتراء" بالتعاون مع المنتج الموسيقي الأردني يوسف بلتاجي، وشاركت في الأداء مع جوقة ينبوع المحبة وعازف الكمان رحيم الخطيب. اعتمد العمل على تصورات مستوحاة من النقوش النبطية لابتكار آلات موسيقية تعكس أجواء تلك الحقبة، حيث ساهمت مؤسسة ولي العهد عبر مبادرة "The Makerspace" في تصنيع هذه الآلات التي شملت أدوات وترية، نفخية وإيقاعية.
لغات متعددة لإحياء التاريخ
تم تقديم الأغنية بثلاث لغات: الإنجليزية، العربية، والآرامية النبطية، وهي لغة أثرت في ظهور اللغة العربية. ولأن النبطية القديمة تفتقر إلى توثيق صوتياتها، استُخدمت الآرامية الكلاسيكية باعتبارها أقرب مصدر مُتاح.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإبداع
إنتاج مشاهد بصرية فريدة
أُنتجت مشاهد الفيلم باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل زينة بالتعاون مع صانع الفيديو الكوري سيونجسيك شين. استخدمت هذه التقنية لإضفاء أجواء خيالية على العمل مع الحفاظ على طابعه التاريخي. المشاهد تضمنت أيضًا نسخًا معاد تصميمها من منحوتات أثرية، مثل منحوتة "الموسيقيون الأنباط الثلاثة"، التي أعاد نحتها الفنان الأردني محمود عطيات خصيصًا للعمل.
تعاون تاريخي موسع
ارتكز المشروع على أبحاث دقيقة، بمساهمة مؤرخين وعلماء آثار من متحف الأردن ومتحف البتراء، بالإضافة إلى مكتبة دائرة الآثار. شملت الدراسة الأزياء، المجوهرات، النصوص، الطعام، وحتى السلوك الاجتماعي للأنباط، بهدف تقديم عمل يحمل دقة تاريخية عالية.
حلم يتحقق: البتراء بأبعاد جديدة
فكرة ملهمة من قلب البتراء
استلهمت زينة هذا العمل من شغفها بالحضارة النبطية وإعجابها بالبتراء كرمز تاريخي وثقافي. المشروع ليس مجرد استعراض موسيقي بل هو محاولة لتقديم رؤية خيالية عن الحياة في المدينة الوردية زمن الأنباط، في قصة تجمع بين الحب والإبداع والتاريخ.
الأوبرا الأردنية قادمة
الفيلم يمثل خطوة تمهيدية لأوبرا أردنية مرتقبة بعنوان "البتراء"، من المقرر إطلاقها في عام 2025، لتكون إضافة مميزة إلى المشهد الثقافي الأردني والعالمي.