: آخر تحديث

رؤية جريئة لمستقبل أميركا

7
8
7

دونالد ترامب يتحدث خلال خطاب ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء
دونالد ترامب يتحدث خلال خطاب ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء

في خطاب استمر لأكثر من ساعة وأربعين دقيقة، قدّم الرئيس دونالد ترامب رسالة قوية عن القوة والمساءلة والقيادة الأميركية المتجددة أمام جلسة مشتركة للكونغرس.

في يومه السابع والأربعين في منصبه، طرح ترامب رؤية طموحة تهدف إلى استعادة السيادة، وتحفيز الاقتصاد، ودعم العدالة، وتعزيز القيادة، وإعادة تأكيد القيم الأساسية للأمة.

وأكد ترامب على نجاح إدارته في تأمين الحدود، مشيرًا إلى انخفاض محاولات العبور غير القانوني إلى أدنى مستوياتها، مشيدًا بجهود أجهزة إنفاذ القانون. كما أعلن عن أكبر عملية ترحيل منذ عهد الرئيس أيزنهاور، واتخذ موقفًا صارمًا ضد الكارتلات الإجرامية، مصنفًا إياها كمنظمات إرهابية.
جاء هذا التحرك بعد تسليم المكسيك 29 من قادة هذه الكارتلات.

لترسيخ العدالة، اقترح ترامب عقوبات إلزامية بالإعدام لمن يقتلون رجال الشرطة، وعقوبات أشد على المجرمين المتكررين. استشهد بقصة الضابط جوناثان ديلر، الذي فقد حياته في أداء واجبه، كمثال على الحاجة إلى هذه الإصلاحات. كما استعرض القصة الملهمة لـ دي جي، الشاب المحارب للسرطان، الذي أصبح شرطيًا شرفيًا في الخدمة السرية تحقيقًا لحلمه.

هاجم ترامب ما وصفه بـ"الكارثة" الاقتصادية التي ورثها، وركز على خفض تكاليف الطاقة، وتقليل الضرائب، وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة. أعلن عن حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، مع إعادة فتح محطات توليد الطاقة وتوسيع إنتاج الطاقة المحلية، بما في ذلك مشروع خط أنابيب رئيسي في ألاسكا.

كما كشف عن خطط لخفض الضرائب على العمال الأميركيين، عبر إلغاء الضرائب على الإكراميات وأجور العمل الإضافي والضمان الاجتماعي والفوائد على السيارات الأميركية الصنع. في خطوة لتعزيز العدالة التجارية، ستدخل التعريفات الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ في أبريل، مستهدفة دولًا مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية.

أشار ترامب أيضًا إلى الهدر الحكومي، متعهدًا بموازنة الميزانية من خلال القضاء على النفقات الاحتيالية والبرامج غير الضرورية التي كشفت عنها فرق الكفاءة الحكومية بقيادة وزارة إيلون ماسك.

أكد ترامب مجددًا التزامه بالقيم التقليدية، متعهدًا بحظر مشاركة الرجال في الرياضات النسائية، واصفًا ذلك بأنه "إهانة للمرأة". كما وعد بإنهاء نظرية العرق الناقد (CRT) ومبادرات التنوع والإنصاف والشمول (DEI)، واعتبرها أدوات تثير الانقسام داخل المجتمع الأميركي.

كما أعلن أن إدارته ستعترف بجنسين فقط، وستحظر التمويل الفيدرالي لعمليات تغيير الجنس للأطفال القاصرين، قائلاً: "نحن نحب أطفالنا كما خلقهم الله". بالإضافة إلى ذلك، أقر بأن اللغة الإنجليزية أصبحت الآن اللغة الرسمية للولايات المتحدة، واحتفى بإعادة تسمية خليج جديد كجزء من استعادة الهوية الوطنية.

ووعد ترامب بإعادة بناء الجيش الأميركي عبر استئصال سياسات "الناشطين المستيقظين" والتركيز على القوة القتالية الحقيقية. مع ارتفاع أرقام التجنيد إلى مستويات غير مسبوقة، أكد على تجدد الثقة في الخدمة العسكرية. كما كشف عن خطط لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية"، وإطلاق مكتب جديد في البيت الأبيض مخصص لبناء السفن، إضافة إلى مبادرة لاستعادة قناة بنما لتعزيز الأمن القومي والقوة الاقتصادية.

على صعيد السياسة الخارجية، ركّز ترامب على إنجازات إدارته، مثل القبض على الإرهابي المسؤول عن هجوم آبي غيت في أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أميركيًا. وانتقد سياسات إدارة بايدن، معتبرًا أن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان شجع بوتين على غزو أوكرانيا. كما شدد على الحاجة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى اعتماد أوروبا المفرط على النفط والغاز الروسي.

كشف ترامب أيضًا عن رسالة من الرئيس الأوكراني زيلينسكي، تُظهر استعداد أوكرانيا للتفاوض على السلام وتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المعادن النادرة، ما يفتح المجال لتعزيز التعاون الاقتصادي.

عصر ذهبي جديد
اختتم ترامب خطابه بالتأكيد على الروح الأميركية التي لا تنكسر، مشددًا على أن "أيام البيروقراطيين غير المنتخبين الذين يحكمون البلاد قد ولّت". وأعاد التأكيد على رؤيته لأميركا قوية، ذات سيادة، واقتصاد مزدهر، معلنًا: "سنقاتل، ونقاتل، ونقاتل، ونقاتل من أجل المستقبل الذي يستحقه الأميركيون - والعالم".

مع توجهه نحو استكشاف الفضاء، واستعداده لرحلات نحو المريخ، أطلق ترامب رؤية تتجاوز حدود الأرض، واعدًا بـ"عصر ذهبي" لم يسبق له مثيل. وبإعلانه أن "الكفاح من أجل مستقبل أميركا قد بدأ للتو"، أكد ترامب أن رحلته السياسية لم تنتهِ بعد، بل بدأت فصلاً جديدًا من التحديات والطموحات العظمى.

*القائد ديميتريس غرايمز هو قائد سابق في البحرية الأميركية، وطيار، ودبلوماسي حائز على أوسمة قتالية. شغل مناصب عديدة، منها ملحق البحرية الأميركية في إسرائيل واليونان، ونائب قائد القاعدة الأميركية في جزيرة كريت، وزميل تنفيذي في وزارة الدفاع، ومستشار لقائد القوات البحرية لحلف الناتو في لندن، المملكة المتحدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف