: آخر تحديث

التلفاز في شهر رمضان

4
3
2

من أكثر الأشياء جذباً في موسم رمضان هو التلفاز كمنبر يعج بالكثير من المسلسلات والبرامج التي تختلف في نوعيتها بموجب التوقيت، فالبرامج قبل أذان المغرب غير التي تُعرض بعد أذان المغرب، حيث نجد اختلافاً كلياً في التفاصيل والمحتوى، فتلك التي تُعرض قبل صلاة المغرب تعطي رمضان حقه من الروحانية والوقار الإسلامي المميز، لكن العجيب حقاً أن هذا الوقار يتوقف بمجرد دخول وقت الإفطار، بعدها تعيش الأسرة معارك المتابعة التي في مجملها لا يمكن أن تتناسب مع رمضان وروحانية العبادة.

يدرك كل مسلم أن في السنة اثني عشر شهراً، وكان من الممكن استثمار رمضان في برامج مختلفة لها الطابع الديني الذي يثري العلاقة بين العبد وربه، خاصة أن في هذا الشهر الكريم تُصفد الشياطين، ويصبح المسلم في حالة من الهدوء الروحي الذي يجعله صادقاً وجاداً في استثمار هذا الشهر فيما يعود عليه بالنفع عند الله.

إقرأ أيضاً: هل ينجح العرب؟

لست ضد البرامج المسلية والفكاهية بمختلف أنواعها، لكن ضد الإسفاف وإقحام ما يحرمه الدين في بعض تلك البرامج مثل مشاهد شرب الخمر أو طاولة القمار، أو الغناء الماجن وكثير من التصرفات التي لا تليق بشهر الخير. قد تُقبل بعض تلك المشاهد وحسب توجهات تلك القنوات في شهور السنة الأخرى، لكن ليس من المناسب أن نشاهدها في شهر يتسابق فيه المسلمون على الخير، وتقديم الأعمال الصالحة التي تتناسب مع روحانية هذا الشهر الكريم. لا يمكن أن نجزم بعدم وجود محتوى مناسب، ويضفي الكثير من التسلية والضحك على المشاهد المسلم، ويقيناً توجد أفكار كثيرة يمكن استثمارها والعمل عليها في سبيل إنتاج برامج مفيدة ومسلية، وتجذب المتابعين بجودة محتواها، وهي موجودة بالفعل في بعض البرامج ما قبل مائدة الإفطار.

نستطيع في رمضان أن نستحضر ماضي هذه الأمة العظيمة بطريقة شائقة ينجذب لها المسلم وغير المسلم، لأن في تاريخ هذه الأمة العظيمة رصيداً لن ينضب من الإنجازات والخير، حين تُوجد العقول التي تملك تلك الأفكار التي تجعل من رمضان شهر الخير والرحمة والغفران والعتق من النار في وضعه الروحاني الطبيعي الذي ينشده كل مسلم، بحيث تصبح تلك البرامج هادفة وقيمة.

إقرأ أيضاً: الدولة السورية والرؤية السعودية

المسلم يستغل أوقات رمضان في تقديم الدين الإسلامي بالشكل الذي يليق بعظمته وسماحته، ويمكن من خلال التلفاز أن نختصر الوقت والمسافات؛ أن نعين البشر في كل أقطاب العالم على الدخول في الدين الإسلامي من خلال تقديم الصورة الرائعة عن الوجه الحقيقي للدين الإسلامي، فالمجتمعات الإسلامية لها انجذاب واضح وبنسبة مقبولة عند بعض المجتمعات غير الإسلامية، فبمجرد إظهار تفاصيل وعادات الدين الإسلامي تجد من يسأل ويبحث عن معلومات أكثر عن الدين الإسلامي، وإن لم يعتنق الإسلام تجده يمارس بعض الطقوس الإسلامية، ويتعايش معها بكل حب، بدليل الصور التي ينشرها أكثر الوافدين المتواجدين في السعودية؛ بسبب العمل أو السياحة، وهي تعبر عن حبهم لهذه الطقوس الإسلامية، خاصة في رمضان، فمحاولة وضع سفرة رمضانية وانتظار وقت المغرب لمشاركة المجتمعات الإسلامية طقوسها الدينية أمر يثلج الصدر، ويجعلنا نفخر بهذا الدين العظيم، وقد يحدث في المستقبل ما يجعل من هذه الطقوس من خلال التركيز على الإعلام حقيقة يتبعها بعض مشاهير العالم، والقصص في هذا الإطار كثيرة يصعب حصرها.

لذا، من المهم أن يكون الإعلام مصدراً رئيسياً من التثقيف المرتبطة بحقيقة الإسلام وأركانه وخاصة في رمضان، ربما - وليست نظرة تشاؤمية - أن هذا التوجه يكاد يكون مفقوداً في السنوات الأخيرة عبر الكثير من محطاتنا الإعلامية العربية بشكل عام، إلا في الجزء الضئيل منها حتى لا أكون مجحفاً عندما أنتهج أسلوب التعميم.

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف