فوزية أمين سيدو، فتاة إيزيدية كان عمرها 11 سنة فقط، تعيش في كنف أسرتها بسلام وأمان في مدينة شنكال، موطن أجدادها في العراق. في عام 2014، احتل داعش الإرهابي المدينة وارتكب فيها إبادة جماعية ضد الإيزيديين العزل، حيث قام بتنفيذ عمليات إعدام جماعية بحقهم، وإجبارهم على تغيير ديانتهم، وخطفهم، واسترقاقهم، وممارسة العنف الجنسي الممنهج بحقهم. وكانت الطفلة فوزية إحدى ضحايا غزوة داعش الإرهابي.
واليوم، وبعد مرور 10 سنوات كاملة على اختطاف فوزية من قبل وحوش داعش، أعلن شقيق الضحية عن تفاصيل تحريرها. كانت أسيرة في قطاع غزة، وتم تحريرها بجهود مشتركة بين وزارة الخارجية العراقية وجهاز المخابرات الوطني العراقي، وبالتنسيق مع سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في بغداد وعمان، والسلطات الأردنية، وذلك بعد جهود ومتابعة استمرت لأكثر من أربعة أشهر.
إقرأ أيضاً: ممتاز الحيدري.. منارة للمعرفة والثقافة والإبداع
هذه كانت قصة الطفلة فوزية قبل لم شملها مع عائلتها في شنكال بعد مرور 10 سنوات على اختطافها من قبل وحوش داعش.
أما فوزية الأنفال الصدامي، فقد كانت طفلة كردية بريئة تعيش في إحدى القرى الآمنة في إقليم كردستان مع عائلتها قبل عام الأنفال. في عام 1988 (عام الأنفال)، قام النظام البعثي بشن حرب الإبادة الجماعية ضد كردستان أرضاً وشعباً. كنت أحد شهود تلك الجريمة البشعة (الأنفال)، ورأيت بعينيّ الموت الحقيقي، ورأيت ما لا يمكن نسيانه أبداً. كنا مهددين حقاً بالموت ومحاصرين بقوات الجيش والقوات الخاصة والجحوش المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا عبيداً لنظام لا يعرف سوى القتل والدمار. شهدت مأساة شعب بأكمله، ولن أنسى أولئك الأطفال الذين ماتوا في الطريق عطشاً وجوعاً وخوفاً، ولن أنسى الأطفال الذين تركتهم عوائلهم التي لم يبقَ بيدها حيلة أو أمل.
إقرأ أيضاً: ليس في العراق شيء عدل!
وفي طريق انسحابنا نحو المجهول، عثرنا على طفلة اسمها (فوزية)، وهي في عمر ست سنوات، عند نبع الماء في قرية (هيرياش) في منطقة بهدينان. تطوع أحد الأنصار (البيشمركة) الأبطال، وكان اسمه (بوتان)، لحملها وإنقاذها من الأشرار الصداميين. كنا نساعد بوتان في حمل حقيبته وبندقيته إلى أن وصلنا الحدود التركية. حمل بوتان الطفلة على ظهره حتى سلمها إلى عائلتها التي كانت تقيم في مخيم اللجوء بتركيا، بعد أن نجوا بأعجوبة من الموت المحدق في خاتمة الأنفال والسموم الكيمياوية.
أخيراً، رجعت فوزية الأنفال وفوزية غزوة داعش إلى أحضان عائلتيهما، وذهب داعش وحزب البعث الفاشي إلى مجمع نفايات التاريخ.