تسابقت بعض وسائل الإعلام السعودية، ومنصات السوشيال ميديا الباحثة عن التفاعل "المؤقت" في الحديث عن أن كيليان مبابي الذي رحل مؤخراً عن باريس سان جيرمان، والذي يقترب من الانتقال لصفوف ريال مدريد (وربما وقع فعلياً)، تلقى عرضاً من أجل الانضمام لأحد أندية الدوري السعودي.
مثل هذه الأخبار تصنع بل "تفجر الترند" لأنها تقع في دائرة "اللامعقول"، ليس لأن مبابي بكل نجوميته أكبر من الدوري السعودي، ولكن لأسباب تتعلق بوضوح الأمر بصورة لا تبعث على الشك أبداً، وهي أن اللاعب قرر أن يتخلى عن كل شئ من أجل ريال مدريد.
اغراءات باريسية
فقد قدم له ناصر الخليفي، وتقدمت له الجهات القطرية المالكة لنادي باريس سان جيرمان بالاغراءات المالية التي تفوق ريال مدريد، ومن المؤكد أنها مغريات مالية لا تقل عن العروض السعودية "الافتراضية"، مما يعني أن الأمر لا علاقة بمكانة الدوري السعودي، ولكن لأسباب تتربط بوضوح الطريق الذي يسير فيه مبابي.
حضور سعودي "قوي"
مثل هذه الأخبار لا تفيد صورة الدوري السعودي، الذي يسير بخطى جيدة في تأكيد الحضور الرياضي السعودي على الساحة العالمية، من خلال استقطاب أشهر وأفضل نجوم الكرة العالمية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون من بين هؤلاء النجوم مبابي الذي يقترب ، بل وقع على الأرجح لريال مدريد، كما أنه في اللحظة الراهنة يعد اللاعب الأفضل في العالم، وعمره لا يتجاوز 25 عاماً، ولازال أمامه متسع من الوقت لكتابة التاريخ في أوروبا، قبل أن يفكر في خوض غمار تجربة أخرى خارج "قارة كرة القدم".
البعد العالمي
واللافت في الأمر أن جمهور الكرة السعودي، لديه وعي كبير بكافة التفاصيل التي تتعلق بالكرة العالمية، لأنها يتابعها بشغف كبير قبل دخول الدوري السعودي مدارات العالمية، والملاحظ أن العقل الجمعي الجماهيري يفوق في بعض الأحيان بعض الإعلاميين الذين غرقوا لسنوات في الكرة المحلية، ومن ثم أتى الدوري السعودي بوجهه العالمي، ولكن هذا البعض لم يواكب التفاصيل التي تتعلق بنجوم الكرة العالمية.
الواقعية "أكثر فائدة"
مختصر القول أن خبر العرض المقدم لكيليان مبابي للقدوم للدوري السعودي والذي نشرته جريدة سعودية الأربعاء، يضر أكثر مما ينفع، فالواقعية والتوازن في تناول مثل هذه الأخبار هو الحل الأفضل لعقل وقلب المشجع سواء كان عربياً أو في أي مكان في آخر العالم، ممن يتابعون الدوري السعودي ببعده العالمي، ونجومه ومشاهيره.