: آخر تحديث

الجسر السعودي الإغاثي التاريخي لسوريا: 1 - 2

4
4
4

علي الخزيم

= بداية سأستحضر قول الفارس العربي: عدي بن ربيعة (المُهَلهِل) يُثنِي على مَنَاِقب أخيه الملك وائل:

(الحزم والعزم كانا من صنيعته

ما كل آلائه يا قوم أحصيها)

وحين تعود لتاريخ وسيرة أول مَلك عربي ببلاد نجد قبل الإسلام وفقًا للروايات المُدونة وهو (وائل بن ربيعة) ستجد أنه كان عالي الهمة مخلصًا للأهل والديار؛ مثابرًا على حماية قبائله ومرابعها ومَناهِلها؛ وسَعَى جاهدًا لسن النُّظم والقوانين لترتيب شؤون القوم وإعلاء شأنهم وتقوية شوكتهم، ورغم حنكته ودهائه ووفائه إلا أنه -نظرًا للتركيبة والفهم القبلي المحيط به- ربما وجد ما يعوق بعض أهدافه؛ ويهمني هنا الجانب القيادي الحكيم للرجل العربي الفَذ وائل، ولتَجِدَنَّ التاريخ زاخرًا بمثله وأعظم منه فها هي سيرة ملوكنا قادة المملكة العربية السعودية -أيدهم الله- مُذ نشأة الدولة الفتية بنهجها الحكيم وما كان لها من مبادرات خَيِّرة إنسانية متكاملة شاملة.

- ففي الشأن الداخلي لا جدال ولا مِراء حوله! وعن مجالات الدعم والإغاثة فحدث ولا تَخْشَ الحَرج والزَّلل ما دمت تُشِيد ببرامج المملكة وحجم دعمها لكل من يحتاج للمؤازرة من الأشقاء والأصدقاء وغيرهم عبر العالم دون تمييز لجنس أو عرق؛ فهي أعمال إنسانية خيرية تريد بها (مملكة العِز والعزم والإنسانية) وجه الله سبحانه ثم ما جُبِل عليه العرب بجزيرتهم العربية من حُب الخير وإغاثة الملهوف والإيثار، ومن أقرب الأمثلة الحاضرة بالذهن انطلاق الجِسر الجوي الإغاثي للأخوة الأشقاء في سوريا تواكبه قوافل بَرّية منذ بداية يناير الجاري وما زالت المساعدات ومواد الدعم المتنوعة تتدفق إلى هناك وسط ارتياح وترحيب من قادة وشعب سوريا الشقيقة؛ وهو امتداد للدعم المتواصل المقدم من المملكة إلى الأشقاء هناك.

- هذا الدعم الكريم السَّخي عبر جميع المنافذ إلى داخل سوريا -كأول دولة تقف مع شعب سوريا بأوضاعه المتجددة الحالية- لم يكن جديدًا بل هو امتداد لسلاسِل الدعم الإغاثي الذي تُنَفذه المملكة بتوجيهات كريمة سامية من لدن قائد النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين؛ بكل اتجاه إلى من يحتاج لهذا الدعم والعون الشامل المتكامل بلا مِنّة أو شروط مسبقة، وقد شهد العالم قاطبة جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإطار الدور الذي تضطلع به المملكة لمد يد العون للدول الشقيقة والصديقة خلال الأزمات والكوارث الطبيعية.

- القيادة السعودية أيدها الله لم تكتف بتقديم العون الإيوائي والغذائي والعلاجي والمواد اللازمة خفيفها وثقيلها عبر وسائل النقل كافة للشعب السوري؛ بل كانت سباقة للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية بجهود مباركة لمنع الفوضى وخلخلة المجتمع السوري؛ وأثمرت هذه الجهود نتائج طيبة انعكس أثرها على جوانب استقرار الأوضاع المعيشية وحركة الحياة اليومية، وتجنيب سوريا ما كان متوقعًا من خلل أمني وتجاذبات سلبية تربك خطط السعي للاستقرار تمهيدًا للانطلاق للبناء والتعمير ونمو الاقتصاد، وحين تقدم المملكة هذه المساعدات فإنها لا تنظر أو تستمع لتُرَّهات ومغالطات واكاذيب المُرجفين المدفوعين بأجندات طوائف مُغرضة لا تريد (للمُعِين والمُعَاوَن) سوى الشر والدمار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد