: آخر تحديث
من المرجح أن تصطدم بنوده الرئيسية بحاجز الكونغرس

بايدن يعلن ميزانية أشبه ببرنامج انتخابي

14
15
12

فيلادلفيا (الولايات المتحدة): عرض الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس مشروع ميزانية أشبه ببرنامج حملة للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 2024، بما يتضمنه من وعود اجتماعية واقتراح بزيادة الضرائب على الأثرياء، ولو أنه من المرجح أن تصطدم بنوده الرئيسية بحاجز الكونغرس.

وتلحظ الموازنة المقترحة للعام 2024 خفض العجز بنحو ثلاثة آلاف مليار خلال عشر سنوات، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

لهذه الغاية يريد الرئيس الديموقراطي فرض ضريبة نسبتها بالحد الأدنى 25 بالمئة على أصحاب المليارات، أي ما نسبته 0,01 بالمئة من الأميركيين الأكثر ثراء.

كذلك يريد بايدن زيادة الضرائب على الشركات إلى 28 بالمئة، في مقابل 21 بالمئة حاليا، علما بأن النسبة تبقى أدنى بكثير من نسبة 35 بالمئة التي كانت مطبّقة قبل التعديل الضريبي الذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2017.

من جهة أخرى يسعى بايدن إلى تقليص بعض النفقات "غير المجدية"، مستهدفا بذلك خصوصاً "بيغ فارما"، اي قطاع الأدوية، و"بيغ أويل"، أي القطاع النفطي.

زخم سياسي إضافي
ويأمل الرئيس أن يستمد زخماً سياسياً إضافياً من خطته المالية. وسبق أن كشف الرئيس الذي لم يعلن رسميا سوى "نية" للترشح عام 2024 غير أن نبرته توحي بأنه باشر الحملة، بعض الاقتراحات المالية بدون أن يبدي ثقة كبرى في القدرة على تحقيقها.

فلم يعد الديموقراطيون يسيطرون منذ بداية العام سوى على مجلس الشيوخ، فيما بات مجلس النواب تحت هيمنة الجمهوريين المصممين على عدم المصادقة على أي زيادة في الضرائب.

ووصف رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي الموازنة بأنها "اقتراح متهوّر يستعيد السياسات الإنفاقية اليسارية المتطرفة نفسها التي أدت إلى تضخم قياسي وأزمة مديونيتنا الحالية".

وأكد في بيان على وجوب "خفض النفقات العامة غير المجدية".

وكتب بايدن في تغريدة الأربعاء "إن الميزانية هي انعكاس لقيمنا".

وهي كذلك سلاح سياسي. ويسعى بايدن من خلال اقتراحاته إحراج الحزب الجمهوري الذي يطالب بمزيد من التقشف في الميزانية غير أنه لم يعرض بشكل واضح حتى الآن النفقات التي يعتزم خفضها.

ويستغل بايدن هذا الغموض ليتهم اليمين باستمرار بالسعي لتقويض الأنظمة الاجتماعية مثل ميديكير، وهو ما ينفيه المحافظون.

اختبار قوة
ويؤكد بايدن أن بالإمكان استخدام هذا الفائض في العائدات لضمان تمويل لمدة 25 سنة إضافية لنظام الضمان الصحي "ميديكير" الذي يستفيد منه الأميركيون ما فوق الـ65 من العمر.

كذلك، بالإمكان استخدام هذه المبالغ الإضافية لزيادة أجور الموظفين الفدراليين بأكثر من 5%، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

ويأتي عرض الميزانية على خلفية اختبار قوة يجري بين الديموقراطيين والجمهوريين حول ملف مالي آخر أكثر إلحاحاً من الاستحقاق الانتخابي، وهو "رفع سقف الدين".

ويتعين على الولايات المتحدة، القوة الصناعية الوحيدة في مثل هذا الوضع، زيادة قدرة الحكومة على الاقتراض بانتظام من خلال عملية تصويت في الكونغرس.

إلا أن هذا التصويت الذي بقي لفترة طويلة مجرد خطوة شكلية، اتخذ بشكل متزايد منحى سياسيا. ويؤكد رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي أن الجمهوريين لن يصوتوا لرفع سقف الدين ما لم يخفض بايدن الإنفاق العام.

ويرفض الرئيس حتى الآن التفاوض، مشيرا إلى أن الديون التي راكمتها الدولة عبر السنوات مسؤولية مشتركة.

وتنطوي هذه المواجهة على خطورة إذ تهدد إذا ما تواصلت بالتسبب بتعثر الدولة عن السداد اعتبارا من تموز/يوليو، وهو وضع سيكون غير مسبوق.

ووصل دين القوة الاقتصادية الأولى في العالم في 19 كانون الثاني/يناير إلى 31,4 تريليون دولار، السقف المحدد الذي لا يعود بإمكانها بعده إصدار سندات خزينة جديدة للتمول، ولا يعود بإمكانها بالتالي دفع مستحقاتها.

واتخذت تدابير عاجلة موقتة لمواصلة سداد المدفوعات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد