يسوّق فريق رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون أن هذا الأخير سيولي الشأن الإقتصادي أولوية قصوى في عهده، فهل الأمر جديّ أم يدخل ضمن بروباغندا رئاسيّة للتسويق لنفسه؟.
إيلاف من بيروت: ذكرت مصادر مقربة من رئيس تكتل التغيير والإصلاح والمرشح الرئاسي النائب ميشال عون أنّ الشأن الاقتصادي سيحتل أولوية قصوى في أجندة اهتمامات العهد في المرحلة الأولى.
السؤال الذي يطرح كيف يساهم وصول رئيس للجمهورية في لبنان في حلحلة الأمور الإقتصادية العالقة؟ تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف"، أن أهم مساهمات انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان تكمن في عودة الإستثمارات إليه، وأموال الودائع في مصارف لبنان 160 مليار دولار، وهي متوافرة، وقسم من هذه الأموال لا يتحول إلى مشاريع استثمارية، ومع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، الأمور سوف تعود إلى عهدها، وفي لبنان لا نحتاج الكثير من الإستثمارات، فمن خلال مبلغ صغير يمكن أن تنفذ المشاريع الصغيرة، ويعود النمو الإقتصادي حينها إلى لبنان، ويعود العمل، ويخلق انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان مناخًا مناسبًا ومشجعًا للشركات كي تستثمر من جديد.
أمور ملحّة
وردًا على سؤال ما هي الأمور الإقتصادية الملحّة في لبنان للمعالجة؟، يشير حبيقة إلى أن الموازنة في لبنان تبقى أساسية، ويجب أن تعاد ولا نزال خلال 10 سنوات من دون موازنة، والعهد الجديد عليه القيام بموازنة جيدة، وعمليًا يجب القيام بعمل جديّ خلال نهاية العام 2017 لإقرار موازنة الـ2018، ويجب التدقيق في الأموال التي صرفت في الماضي، وأن تكون الأمور في غاية الشفافية، ويجب معرفة أين أنفقت الأموال، وهل شهدت عمليات فساد، ويجب توضيح الصورة المحاسبية في البلد، وإعطاء الدور الفاعل لأجهزة الرقابة في لبنان، وقد قضي عليها في السنوات الماضية، ومنها ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي والمجلس التأديبي، ويجب إحياء كل تلك المؤسسات وإعطاؤها كل الصلاحيات الممكنة.
الإستقرار السياسي
وردًا على سؤال كيف يساهم الإستقرار السياسي في دعم الإقتصاد في لبنان؟، يجيب حبيقة أن الأهم في الإستقرار السياسي أنه يعيد الإستثمارات إلى البلد، وكذلك تعود السياحة، وتعود الحيوية إلى لبنان، هناك موضوعات أخرى أيضًا كالتحسن الإداري والإصلاح الإداري، والعهد الجديد قد يضفي نفسًا إصلاحيًا جديدًا يجعل كل تلك الموضوعات تحل في المستقبل.
الوضع الإقليمي
ولدى سؤاله في ظل الغليان الإقليمي، هل يستطيع رئيس الجمهورية أن ينهض وحده باقتصاد لبنان؟، يلفت حبيقة إلى أنه يستطيع أن يحسّن أمورًا كثيرة، فمع 1% نمو في لبنان يستطيع أن يحسّن رئيس الجمهورية الوضع، ويجعل النمو ما يقارب 3%، عبر تنظيم الأمور وعودة الإستثمارات والجو الإيجابي إلى البلد.
بروباغندا رئاسية
هل يبقى القول إن العهد الجديد للرئاسة سيهتم بالأمور الإقتصادية من ضمن فقط بروباغندا رئاسية يعتمدها العهد الجديد للتسويق لنفسه؟، يؤكد حبيقة أن العهد الجديد عليه أن يكون ناجحًا، وبتفكير الرئيس الجديد سيعمل من أجل تخليد اسمه، وسيعتمد الحلول السريعة، لأنه لا يملك الوقت، والحلول السريعة متوافرة لكل الأمور، بدءًا بالنفايات وغيرها من الأمور، وسيعمل العهد الجديد بكل جهده لإعطاء نتائج سريعة للبنانيين.
عن وضع الإقتصاد في العهود الرئاسية السابقة، يؤكد حبيقة أنه يجب التفريق بين عهد وآخر، فالظروف كانت مختلفة، مع وجود السوريين كانت الأمور منضبطة، لكن الفساد كان مستشريًا، في السنوات العشر الماضية لم يكن الإقتصاد جيدًا في لبنان، مع وجود الإغتيالات وتخوف الناس، حيث خفت الحيوية الإقتصادية، وكل عهد لديه سماته الخاصة.
عون والحريري
ولدى سؤاله في حال انتخب عون رئيسًا للجمهورية، والحريري رئيسًا للحكومة، كيف تتوقع الوضع الإقتصادي في عهدهما؟، يجيب حبيقة أن الأهم يبقى أن يعملا بجدية، من خلال ضمان الاستقرار السياسي، وهناك عمل جبار يجب القيام به على مختلف الأصعدة من الوزارات إلى انتاج قانون انتخابي، والمهم أن يعملا بوتيرة سريعة، ولا مجال للانتظار، والمهم الفريق الذي سيختارانه، مع وجود تعيينات كثيرة تنتظر العهد الجديد من السفراء إلى مدراء عامين.