في البداياتِ
يتجرّد المعنى من حقيقتهِ
يظلّ سَجينَ القلبِ
يوصلنا حتى منتصف الطريق
ويبزغ المعنى من جديدْ
في المنتصف يوشك القلب أن يتوقفَ
نسيرُ وحدنا
ويتركنا القلبُ
نقول: أيا قلب لم تكن أنت حيئنذ
ألست انت من أوصلنا؟
يقول: لا، أنتمُ من هويتم الوصول وعشقتم الذبولَ
وهذا العذاب كان حلمكم الاثيرْ
ننتفضُ كما ينتفض الحريق
ننتفض ونصرخ: كلّا ايها القلبُ
كلّا
ونتتفضُ
يعلو الصراخَ ،
يتبدد الصراخَ
ونغفو وحدنا
ونسير في الطرقات وحدنا
وآمالنا على الأيامِ
والقلب ها هو صار يتركنا
لا شيء قلنا سوى نصّ القدر
مُراد القدر وما تريده السماء
وقلنا في الحكاية الأولى، لا شيءَ الا الحب
ثمّ أنفلت الحبلُ
وتجدد السيلُ
وانهدّ الجبل الشاهق
وصرنا نقول في منتصف الحكاية: لا شيءَ نريد سوى الراحةٍ من الحب...
أما في نهاية الحكاية، نشيخُ
ونكتب الآلام في الذاكرة الهرمة
ونقول: ها نحن كبرنا
القمرُ كُبر معنا
الشمس كبرت معنا
والنجوم والذكريات كَبُرتْ
نعم لقد كبرنا، وهرم الزمان والمكان
وأما الحب، فحكايةٌ تُروى
وقصة تذكر،
ولا شيء فيها سوى الآلام... فاتركوها