: آخر تحديث
شعر

كفى!

1
2
1

كفى 

بهذا القلب المتوّج بالنبل أن يئن من وجع الجفاء.

كفى 

بهذا العقل المتوّج بالنور أن تشتعل به الأشعة، وتحترق به الأزمنة.

وكفى 

للأسئلة... الموؤدة أجوبتها أن تبوح!

***

أيا قلبه المفعم بالجمال،

ألم يكن حب الجمال سبباً لرشقك بسهام العيون الجائرة؟

ومتى كان عشق اللوحة الجميلة جناية،

وشم الوردة الفائح عطرها فعلاً مشينًا؟!

ولِمَ يُلام سمعه حين يُنصت لأغنية عذبة؟

وهل كان خياله السابح في فضاء من فكر، غير إبحار في الحقيقة؟!

***

أيا عقله… المولع بالغوص في بحور الأشعة،

القابض على رسن الضوء وسط أمواج متلاطمة الظلمة…

ألم تُرهَقُ أعصابك وأنت تمتطي صهوة التحدي، متجهًا نحو الشمس؟

ألم تحرقك النار... وتُفقِدُك بصرك الأنوار؟

وكيف، يا عقل، لم تُفلت زمام النور وأنت في غُبّ المعركة وسط الظلام؟

كيف قدتَ حصانك ضد الريح العاتية في الصحراء القاحلة،

ثم ركبت البحر وعبرت عُبابه في قارب لا يملك وسائل نجاة؟!

***

أيا وَجداً…

تقاسَمَتْ  جدرانه النصال، ظلت معلقةً هناك،

وبقي صامدًا في جوهره، تصب ينابيعه كشلالات في جبال الألب،

ممزوجة ببعض دماء، وبعض دموع، وبعض وجع.

وحين يقترب المساء، تهطل أجواؤه ليلًا،

معطرةً بآلامه، مكحلةً بصمت خواطره وعباراته.

وكلما استيقظ صباح يومٍ جديد،

خلع النعاس، وطار بأجنحةٍ من نهار

لتصطاد "حمامة فكرة" فوق غصن خيال،

يضعها وسادة لأحزانه وأفكاره.

تتلاطم في بحره

أمواجُ حزن، وأمواجُ فكر،

جسدٌ يتوسط أجنحتها،

تحمله إلى شواطئٍ...  رملُها: 

أنوارٌ مشعّة، وأحجارٌ حارقة.

يتلحف السماء، ويغتسل بالمطر.

عطرهُ: نسائمُ بحرٍ منسوجةٍ بأصوات النوارس المهاجرة.

وغناؤهُ: هديرُ أمواجٍ تردعها الشواطئ،

فتعود أصداءً محمّلةً

بتغاريد العصافير،

وأصوات البحارة...

كمعزوفة معتقة،

تعزفها أصابع من صدف البحر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات