: آخر تحديث

وطنٌ في محطة قطار

59
48
54

"عندما يكون الإنسان بلا وطن، عندها يشعرُ المرءُ بعدم وجود ركيزة يستندُ إليها وعندها تصبحُ الغربة – غربة مرعبة"
ليلة ليشبونة / Erich Maria Remarque
 

 

ماذا تريد؟

وعيناكَ ترنو للأفق البعيد

ولا تحيدْ!

إنه صدى أنفاسكَ، لا تتعب

ضاقتْ المسافاتُ أم بعُدتْ فلا تعتب

حَمَلْتَ فوق ظهركَ العَتيد

جُعبة أحلامٍ’ هدايا للعيد

لا الصَّغار فرِحوا بالجديد

ولا أنتَ تجاوزتَ سكَّة الحديد!

’هناك’* أنتَ واقفٌ ترقبُ الأفق البعيد

هل نسيتَ؟ أم الشوقُ عليكَ تغلَّبْ؟!

نارهُ تجري مجرى الدَّم في العروقِ وتزاحِمه في الوريد

مسكينٌ، أنتَ! تختبئُ منها وتخالُ نفسكَ حديد

وما أنتَ إلا شلَّالٌ يذوبُ، وستغرقُ وأنتَ وحيدْ

نَهِماً تشربُ منه ويرويكَ الظمأُ لتشربَ وتستزيدْ

أظنكَ هرمتَ وقدماكَ فوق البركان اللَّهيب

أتنتظرُ أن يعودَ الوطنُ إليكَ بلا "بواريد"*

وتقرأُ الفاتحةَ ليتَعافى وتستنجدُ بكل التعاويذ!

لقد عبثَ الجنُّ في حواريهِ وبالرِّجسِ تخضَّب

منفيٌ*، هو من الغائبين ولا يريدُ حتى أن يعتب!

بلا حقائب سوف يحضُنكَ بين ذراعيه والأخاديد

فهو لا يُغادر مكانه أبداً، ويطيلُ الانتظارَ لكلِّ شريد

ومازالَ النسيانُ عصّياً عليه، أما ذكرياتكَ فبرودةُ الجليد

أغمضْ عينيك وسلامٌ عليك ’فربما تموتُ ’هناك’ شهيد’’

 

 

*هناك: بلاد الغربة
*بواريد: جمع بارودة: بندقية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات