: آخر تحديث

فايز الكندري.. معتقل كويتي لم يتبصر!

29
37
25
مواضيع ذات صلة

يبدو واضحاً أن المعتقل الكويتي السابق في غوانتنامو فايز الكندري غلبت على آراءه عن الغرب الحماس العقائدي والعداء ضد أميركا خاصة، مما حال دون التبصر في التعبير والتدبير وحفزه أيضاً نحو التوهم بأنه ضحية دينية للولايات المتحدة الأميركية!

كان هناك متسعاً من الزمن أمام المواطن الكويتي فايز الكندري أن يمعن التفكير قبل وبعد اعتقاله في غوانتنامو تفادياً للانجراف وراء أوهام المعتقلين من جماعة حركة "طالبان" الذين يتشدقون اليوم بالتشدد الديني والتزمت الاجتماعي في أفغانستان، ولكنه لم بفعل!

يتأوه المعتقل فايز في حديثه بمنصة "الصندوق الأسود" الكويتية من التعذيب وقسوة المعاملة اثناء سنوات الاعتقال في غوانتنامو متجاهلاً التاريخ السياسي أن السجون والمعتقلات ليست منتجعاً للاسترخاء لمن تم اعتقالهم في افغانستان واشترك منهم بالقتال ضد المدنيين الافغان والجيش الأميركي.

ويبرهن على عدم التبصر بالموقف غير المتزن سياسياً تجاه الغرب عموماً وأميركا خاصة، قول المعتقل السابق في غوانتنامو فايز الكندري بأنه "حزين" على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب إلى الكويت بعد التحرير من الغزو العراقي في العام 1990. 

بعد تحرير الكويت في العام 1991، غمر الدولة الفرح نظاماً وشعباً في التعبير عن الامتنان إلى أميركا والرئيس بوش الأب ورئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر، في حين خيم "الحزن" على المُلقب بالشيخ فايز الكندري، وهو التناقض بعينه والخطأ السياسي الفاحش!

مغالطات عميقة وتناقضات شتى صاحبت حديث غير حصيف في التعبير والرأي للمعتقل الكويتي السابق في غوانتنامو فايز الكندري في روايته الدرامية عن رحلة "الإغاثة وعمل الخير" في أفغانستان التي كانت حينذاك تشتعل فيها الحرب بين "طالبان" والجيش الأميركي! 

لا شك أن من استطاع تكوين عداء ضد بلد ما وشعبه، من الممكن جداً أن يترسخ هذا الشعور العدائي بداخل ذات الإنسان ليتوجه الكره والعداء نحو بلدان وشعوب أخرى نتيجة تفكير غير ناضج اساساً وسلوك عدائي متأصل في عقل عليل.

لقد التفت فايز الكندري عن الدول التي تئن من الفقر وتستغيث إنسانياً كما ركز عليه المواطن الكويتي د.عبدالرحمن السميط في رحلة الخير طوال عمره حتى وفاته، في حين تحفز المعتقل الكويتي السابق إلى العبور البري من باكستان إلى أفغانستان!  

تمنيت لو كان المعتقل فايز الكندري ناضجاً سناً ووعياً في الثمانينات حين كانت تشهد العاصمة الأفغانية كابول مشاهد برك الدماء وقتل الأبرياء للمدنيين الأفغان من كافة الاعمار على يد حركة "طالبان" الإرهابية، ليرى الطبيعة الغير إسلامية واللاإنسانية لحركة طالبان.  

زف فايز الكندري إلى العالم مغالطات ثقافية وسياسية عميقة عن دور الصليب الأحمر ومنظمة اليونسكو دولياً، وهي دلالة على ضحالة التفكير وضيق الأفق معتمداً على تحليل ومعلومات من "سائق الأجرة"، الذي نقله من باكستان إلى أفغانستان!

من المفاجآت الصاعقة أن فايز الكندري يعلم بتفاصيل عسكرية أميركية دقيقة وعن جبال "تورا بورا" وخلفية حركة "طالبان"، طلبة العلم، على حد قوله، وهي اساساً حركة دينية مسلحة، في حين أنه زعم أن رحلته البرية الوعرة كانت للعمل الخيري!

يتأكد مجدداً فشل ما يسمى ببرنامج المناصحة الذي يشرف عليه مركز الوسطية التابع لوزارة الأوقاف الكويتية لمجاميع احتضنت الإرهاب الفكري والتطرف الديني، وهو ما يستدعي إعادة النظر بشكل جذري في عمل المركز بما ينسجم مع متطلبات نشر ثقافة التسامح. 

نحن بحاجة إلى جهة مسؤولة لتحليل معلومات وآراء من انجرف خلف حركات دينية متطرفة حتى لا تتسمم المزيد من العقول الشابة بأوهام فقهية، فمن غير المعقول أن يستمر هذا السيناريو الإرهابي دون التصدي الإعلامي والأمني.  
*إعلامي كويتي 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في