: آخر تحديث

الفكر التوسعي الفارسي في المنطقة العربية، بأكذوبة المقاومة

43
42
35
مواضيع ذات صلة

بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 عاد الفكر التوسعي الفارسي لمنطقة الشرق الأوسط من جديد بقيادة أية الله الخميني بمظلة دينية، ومتبنيا لفكرة تخليص منطقة الشرق الأوسط من الهيمنة الغربية وصد الفكر القومي العلماني، وكان البداية بمحاولة اضعاف العراق باعتباره الجار الأقوى في المنطقة والأسهل اختراقا نظرا لسهولة اختراق الشعارات الإسلامية للنسيج الشيعي في جنوبه، واستمرت ايران في دعم ممثليها في العراق خفية وعلنا طيلة سنوات حكم صدام لأنها كانت تدرك أن الحرب الطويلة الأمد مع جار مرهق ومعزول اقتصاديا وسياسيا، ستثمر يوما ما بسقوط العراق ومن ثمة ستمكن من استئناف المشروع الفارسي في المنطقة العربية وتضع يدها على مركز صناعة القرار في العراق، لتضمن عدم نهوضه مجددا وبقاءه ما بين أزمات سياسية وطائفية، ولتصبح أراضيه مسرحا لتحركات ميليشياتها التي تطل على الحدود مع المملكة العربية السعودية . 

وتغلغلت إيران عبر بواية الشام بانضمامها الى ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة وجعلت من إسرائيل البعبع الذي سهل عليها التقارب مع نظام البعث في سوريا الذي يؤمن بفكرة أن "عدو عدوي هو صديقي"، وراحت إيران تنسج علاقات مشبوهة مع النظام السوري جعلت العلاقات السورية الخليجية على المحك وعمقت من الخلاقات الأيديولوجية الى ان وصلت الى التفكك بعد غزو الولايات المتحدة الامريكية للعراق، واستغلت إيران هذا التفكك في لزيادة التقارب مع دمشق وملأ الفراغ الذي خلفه جمود العلاقات  في البيت العربي، بالمقابل أعطى نظام الأسد كل التسهيلات لزيادة المد الإيراني وتقويته في  لبنان نكاية في مصالح الخليجيين فيه، عبر حركة حزب الله التي خاضت حربا بالوكالة بين ايران وإسرائيل سنة 2007 تحت شعار المقاومة ونصرة فلسطين، ولكنها كانت في الأساس حربا من أجل كسب التأييد الشعبي العربي لحزب الله، وتسويق لفكر المقاومة الشيعية التي تحارب من اجل مصالح العرب ضد الاحتلال الإسرائيلي . 

 وطورت إيران علاقتها مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الإسلامية وصولاً إلى العلاقة الاستراتيجية مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكن هذه العلاقة لم تكن لتخدم القضية الفلسطينية بقدر ما ركزت على البعدين الأيديولوجي ومصالح إيران الاستراتيجية، ومحاولة تشكيل إيران لطوق على إسرائيل عبر حزب الله شمالا وحركة حماس والجهاد جنوبا لكن التصريحات الأخيرة التي نسبت الى احد قادة الحرس الثوري الإيراني والذي عبر فيها أن المقاومة الفلسطينية موجودة للدفاع عن ايران، قوبلت برد محرج لإيران حيث ردت الجهاد الإسلامي بأن مقاومة الشعب الفلسطيني موجودة منذ تأسيس المشروع الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وليست مرتبطة بأي هدف آخر في إشارة الى مشروع ايران التوسعي والذي لا تشكل له القضية الفلسطينية أولوية الأولويات بل هي مجرد شعار تحاول ايران من خلاله كسب موطأ قدم في فلسطين واستغلاله لتنفيذ مشروع التمدد الأيديولوجي الشيعي من خلال التغلغل في النسيج المجتمعي في غزة بتمويلها لحركة الصابرين الشيعية التي سرعان ما تم حظرها داخل القطاع . 

من الجهل تصور إيران كصديق وحليف للعرب يعمل من أجل مصالح القومية العربية، ويتخد من إسرائيل عدوا لدودا يجب التخلص منه، فلو كان لإيران مصلحة في دعم العرب لما سعت في الأصل الى تهميش عرب الأحواز واحتلال جزر طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى التي هي في الأصل أراضي عربية إماراتية، وما ساهمت في خراب العراق وتقوية المد الشيعي فيه الى أن يصبح جنوبه محافظة إيرانية بامتياز، لقد نجحت إيران أيضا في تقسيم لبنان من خلال تقوية نفوذ حزب الله وجعله ميليشيا تحكم جنوب لبنان كمقاطعة لا تخضع لقوانين الدولة اللبنانية، كما لم تدخر إيران جهدا في ضرب المملكة العربية السعودية بأذنابها في اليمن من خلال طائرات وصواريخ مسيرة تستهدف المدنيين، من دون ان ننسى تورط الميليشيات الإيرانية في تهجير الالاف من الأسر السورية في المناطق التي جرب فيها عمليات عسكرية بمشاركة  عناصر من الحرس الثوري و " فيلق القدس" . 

ان إيران تنفد أجندة توسعيه تهدف في الأساس الى استعادة مجدها الغابر واحياءها للإمبراطورية الفارسية على حساب الشعوب العربية وتخدع البعض من خلال انتسابها لمحور المقاومة واتخادها من إسرائيل عدوا ولكنها تكن كل العداء للعرب وتستنزف مليارات الدولارات من خزائن الشعب الإيراني، في مشاريع هدامة الهدف منها ضرب الاستقرار في العراق وتحويل اليمن الى صومال جديد وتشويه صورة المقاومة في فلسطين وافشال أي مشروع لقيام الدولة الفلسطينية من خلال العمل على افشال اي تقارب فلسطيني فلسطيني بما يخدم القضية الفلسطينية.  


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في