: آخر تحديث

إسرائيل والقضية الفلسطينية!!

79
75
63
مواضيع ذات صلة

الهدف من المقال ليس السرد التاريخى، إنما بعد اكثر من سبعين عاما على القضية الفلسطينية ونكبة 1948، كيف تنظر إسرائيل للقضية؟ وهل تعترف بأن هناك قضيه وصراع؟ وان هناك شعب قائم ومتجذر على الأرض له حقوقه التاريخيه على أرضه وكيف يمكن التعامل معه؟ 

إبتداء كيف ترى الحكومة الإسرائيلية القضية الفلسطينية؟ وكيف تتعامل معها وما هي آلياتها؟ بينيت في خطابه الأخير امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يعرف ماذا تعنى الأمم المتحدة له وللقضية الفلسطينية، أي المنظمة التى منحت إسرائيل الشرعية وسمحت بقيامها وفقا للقرار الأممى رقم 181 والذى نص على قيام دوله عربيه أيضا بمساحة 44 في المئة، ووضعا دوليا للقدس، ويعرف أيضا ان هذا المكان هو من يحدد الشرعية الدولية وأن هناك مئات القرارت الخاصه بفلسطين وتدعم حق الشعب الفلسطينى في تقرير مصيره، ويعرف ان هناك دولة فلسطين المراقب في الأمم المتحده، تجاهل كل هذا  وتجاهل عن عمد ذكر القضية الفلسطينية وكأنها غير موجوده وهو بذلك يريد ان يوصل رساله أنه لا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالقضية الفلسطينية، خصوصًا قوله ان الإسرائيليين لا يستيقظون في الصباح وهم يفكرون في الصراع

أولوية إسرائيل الآن وكما صرح وزير خارجيتها امام المؤتمر السنوي للإتحادات اليهوديه أنه لا يمكن أن تتجاهل إلى الأبد القضية الفلسطينية "التي يتعين علينا العمل عليها أيضا وعلينا دائما متابعة ما يأتي من غزه ومن حزب الله في الشمال". لكنه في الوقت ذاته لم يأت على ذكر الدولة الفلسطينية وحل الدولتين... أولويه ملحه ما يأتى من غزه، وليس فلسطين. 

هذه الرؤية تتفق مع رؤية حكومته بتقليص الصراع وليس حله، مع تصريحات شاكيت وزيرة الداخليه التي تؤكد فيها عدم قيام الدولة الفلسطينيه او القبول بفكرتها. كما ينبغي الوقوف أمام كلمات لبيد... إسرائيل لا يمكن أن تتجاهل القضية الفلسطينية، والقضية هنا حقائق ووقائع على الأرض لا يمكن إسرائيل ان تتجاهلها، والحقيقه الأولى كيف يمكن أن تتجاهل أكثر من عشرين في المئة من سكانها من عرب فلسطين، ولا يمكنها ان تعيد نكبة 48 مرة ثانية وتقوم بتهجيرهم. 

الحقيقه الثانيه ان هناك في الضفة الغربية وغزه أكثر من خمسة ملايين نسمه وهذا العدد مع سكان الداخل يقارب عدد سكان إسرائيل. بل إن هذا العدد في المنظور القريب سيتفوق على سكان إسرائيل ذاتها. الحقيقه الثالثه ان هناك إحتلال إسرائيلى قائم منذ 1967 اى اكثر من نصف قرن وتدرك إسرائيل في قوانين التحرر أن الاحتلال لا يدوم، لا يمكن ان يقبل شعب الاحتلال إلى الأبد. 

فى الحاله الفلسطينية المقاومة مستمرة ورفض الاحتلال مستمر. والحقيقه الأخرى أن أمن إسرائيل مرتبط بأمن وبقاء الشعب الفلسطيني، وان السلام حتى مع كل الدول العربيه لن يكون بديلا عن السلام مع فلسطين، لأن السلام الحقيقى مع طرف الصراع الرئيسى وهو الشعب الفلسطينى، ومع إفتراض ان لا صراع مع العرب لكن الصراع مع الشعب الفلسطيني هو الرئيس، وتدرك إسرائيل في النهايه أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية أمه عربيه ، وستبقى في الوجدان والضمير العربى قد تخبو في مرحله لكنها قد تنفجر في أي وقت من الأوقات.

تدرك إسرائيل ان لا بديل عن الدولة الفلسطينية وهذا هو الهدف النهائي لكل حركات التحرر، الحصول على الإستقلال الوطنى وقيام الدولة الفلسطينية التي تمثل الحد ألأدنى للحقوق الوطنيه الفلسطينية. البديل لعدم قيام الدولة الذهاب، طال الوقت او قصر، هو الدولة الواحدة وهذا يتعارض مع الخوف اليهودى من فكرة الإندماج والإنصهار في بوتقات أكبريذوب فيها اليهود. 

من الحقائق الوجود الفلسطيني على الأرض بمؤسساته السياسية او الاقتصادية والاجتماعية وهذه المؤسسات أصبحت متجذره على الأرض. وحقيقة الوجود الدولى لفلسطين في الأمم المتحدة كدولة مراقب وعضو كامل العضوية في العديد من المنظمات الدولية، ومن حقها ان تقاضى إسرائيل أمام المحاكم الدولية. 

تدرك إسرائيل قبل غيرها قوة العقل الفلسطيني وحضوره في الداخل والخارج على مستوى كافة المؤسسات ومراكز البحث العلمى، وقوة العقل لا تقهر ولا تنهزم. ولا يمكن لإسرائيل ان تغمض عينيها عن مخيمات اللاجئيين الذين يعيشون على مقربة منها ويملكون مفاتيح منازلهم التي هجروا منها. ولا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل حقائق الجغرافيا والأرض، وهذه حقائق ثابتة. لذلك عكس ما يقوله بينت إن الإسرائليين لا يريدون أن يستيقظوا كل صباح على الصراع، الواقع انهم ينامون ويستيقظون وأمامهم صورة المواطن الفلسطيني الرافض للإحتلال. 

فإسرائيل تعيش حالة دائمة من الصراع. هذه الحقائق الثابته تفرض على إسرائيل أن تفكر وألا تتجاهل حقيقة الصراع مع الشعب الفلسطيني وأن لا بديل للصراع إلا التسوية السياسية بقيام الدولة وإنهاء الاحتلال وليس كما يريد بينيت، أي تقليص الصراع الذى يعنى ديمومة الصراع، فلا بديل عن حل ومقاربة الحل والسلام مع الشعب الفلسطيني .

لعل لبيد يدرك اكثر من غيره هذه الوقائع والحقائق، لكن المشكلة تبقى أننا أمام حكومة ضعيفة لا تستطيع ان تصنع السلام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في