: آخر تحديث

ضد المقاومة

49
63
46
مواضيع ذات صلة

هل يا ترى فهم حزب الله، بعد الذي جرى في شويا بحاصبيا، أن أحدًا لا يقف وراءه في تنفيذ أجندات إيران، إلا بعض الشيعة فقط، وليس كلهم؟  

هل فهم حسن نصرالله أخيرًا أن الشعب اللبناني لن يسير وراء مغامراته الرعناء، في جنوب لبنان المرتهن لنزوات إيران الحربية حينًا والتفاوضية أحيانًا؟ 

هل أدرك أخيرًا أن مساعيه للسيطرة على رقاب اللبنانيين والهيمنة على مستقبلهم لن تصل إلى خواتيمها التي يرجوها؟ 

هل أدرك، بعد كل ما جرى، أن سبابته إن رفعها إلى سابع سماء لم تعد تعني شيئًا لأغلبية اللبنانين؟

في الماضي القريب، في عام 2006، مع العلم أن غير شيعة حزب الله متأكدون من تورط حزب الله في قتل رفيق الحريري في فبراير 2005، وقف الجميع إلى جانب حزب الله حين جر البلاد إلى مغامرة خطف الجنديين الإسرائيليين في يوليو. وفتح الجميع أبوابه أمام النازحين المدنيين، الذين دفعوا الثمن غاليًا من أرواحهم، ومن ممتلكاتهم، فداءً لنزوة نصرالله.

اليوم، لننسَ قليلًا المأزق الاقتصادي الذي يمنع من استقبال أي أحد في بيته. اليوم، إن واصل نصرالله تحقيق رغبات مولاه الخامنئي في لبنان، لن يجد الجنوبيون رصيفًا ينامون عليه، وهذا ليس عار اللبنانيين الآخرين، إنما عار نصرالله نفسه، الذي لم يغادر فرصة إلا انتهزها لإذلال من عارضه، ولقتله شر قتلة كما قتل لقمان سليم، وللسيطرة على مقدرات البلاد، وللمباهاة بأن هذه البلاد ومن فيها رهن إشارته.

في الماضي، كنا نقول إننا نكره حزب الله، لكننا لن نتردد لحظة واحدة في الوقوف وراء المقاومة متى دقت النفير. اليوم، حسن نصرالله كرّهنا بالمقاومة نفسها. فصرنا نكره حزب الله، لا بل نعاديه علانية، وصرنا نكره المقاومة، التي صارت بمنزلة شركة مقاولات إيرانية، عملها محصور في تنفيس أي احتقان يصيب طهران.

صار حسن نصرالله عرفات آخر، لا أكثر. عاد إلى حجمه الطبيعي بنظر أغلبية ساحقة من اللبنانيين، خصوصًا بعد اللي حدث في خلدة من اشتباك بين عناصره ومسلحي "العرب" هناك، وبسبب وقوف نصرالله بوجه المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ في 4 أغسطس 2020، واتهامه بتسييس الملف هربًا مما سيظهره التحقيق، علمًا أن صحافيين استقصائيين، يعملون في قناة توالي "الممانعة"، بينوا بالمستندات أن نيترات الأمونيوم الذي انفجر في المرفأ كان ملكًا لرجال أعمال يعملون لصالح بشار الأسد، صديق حسن نصرالله، وأن لا دابة تدب في هذا المرفأ من دون علم حزب الله ومباركته.

صار نصرالله عرفات آخر بالفعل. فالطريق الضائعة إلى القدس تمر في الـ "جي بي أس" الإيراني، ليس إلا. أو تمر في الجميزة، حيث تسبب الشيوعيون، أو "فرع الويسكي" في حزب الله، بمشكلة مع مناصري حزب "القوات البنانية" لينال حزب الله ما يريده من تنفيس ذكرى قتل 217 لبنانيًا في ثوان.

يا أيها السيد حسن نصرالله، أنا السيد مروان شلالا اللبناني، أقول لك إنك ربما ورثت سيادتك من نسب ما، بينما اكتسبت سيادتي من موقعي الوطني، ومن تجربة حزبية وطنية علمانية، لا تريد لهذا البلد إلا أن يكون محايدًا، مستقلًا، لا يتوجه شرقًا متى ارتأيت جنابك، ولا يتوجه غربًا حين يصير تناول "التيكيلا" مقبولًا شرعًا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي