عبدالعزيز الفضلي
هناك أشياء كثيرة لابد للإنسان مِن تداركها قبل فوات الأوان، وحتى لا يندم عليها، فينطبق عليه المثل القائل: إذا فات الفوت ما ينفع الصوت!
والِدَاك الأحياء، أدِّ حقوقهما ولا تقصر في بِرّهما فهما فرصة عظيمة لكسب الأجر ورد الجميل والقرب من الله. وكم من أبناء بكوا بدل الدموع دماً بعد رحيل آبائهم أو أمهاتهم بسبب شعورهم بالتقصير والتفريط في حقوقهم.
أبناؤك أمانة في عنقك، فاحرص على تربيتهم التربية الصالحة منذ الصغر على طاعة الله وحسن الخلق، كي لا تتحسر على ذلك عند كبرهم وأنت ترى انحرافهم أو عقوقهم (فالعِلم في الصغر كالنقش على الحجر).
وينشأ ناشئ الفتيان مِنّا
على ما كان عوّده أبوه
إخوانك وأخواتك هم أقرب الناس لك، لا تفرط فيهم، ولا تقدم الآخرين عليهم، صِل مَن قَطَعَك، واعطِ مَن حَرَمَك، وتجاوَز عمّن أساء إليك.
أعجبتني أبيات شعر لشاعرة سعودية تعبر فيها عن تقديرها لأخيها، تقول فيها:
هذاك أخوي اللي يميلون ما مال
(في ذمتي) يبطون ما يوصلونه
الله يديمه لي على كل الأحوال
ولا أعيش يوم من حياتي بدونه
ويا الله عساني قبله بصفّ الآجال
ويلقون غلاته بصفحتي ينشدونه
حقوق الناس بادر إلى أدائها، وارجِع ما أخذته بغير وجه حق، واعتذر منهم الآن قبل أن يكون التقاضي عند محكمة العدل الإلهية، فيكون سداد الحقوق من حسناتك.
الْتحِق بصفوف أهل الحق ولا تكن في آخر الركب وإن خسرت بعض المكاسب الدنيوية، فهذا أكثم بن صيفي لما سمع بالمبادئ التي يدعو لها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، قال لقومه «كونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا فيه أذناباً».
في المقابل، اهرب من صفوف أهل الباطل والظلم، فلن ينفعك لا مسؤول ولا متنفذ، فيوم القيامة سيتبرأ المتبوع من التابع (إذ تَبَرَّأَ الذّين اتُّبِعوا مِنَ الذّين اتَّبَعوا ورأوا العذابَ وتَقَطّعت بِهِمُ الأسْباب).
هناك خمسة أشياء أوصى النبي عليه الصلاة والسلام باغتنامها قبل فواتها «شبابك قبل هَرَمِك، وصحّتك قبل سَقَمِك، وغِناك قبل فَقْرِك، وفراغَك قبل شُغْلِك، وحياتَك قبل مَوْتِك».
فبادِر قَبْل أنْ تُغادِر.
- تنويه (لا يجوز الحلف بالذمة).
X: @abdulaziz2002