: آخر تحديث

أسطول الصمود العالمي يفضح الحصار الصهيوني على غزة

1
1
2

سلطان ابراهيم الخلف

كان لا بد أن يقوم المجتمع المدني العالمي بواجبه، وأن يحاول فك الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على غزة، بعد أن فشلت الأمم المتحدة بالقيام بمسؤوليتها في فك الحصار، ووقف حرب الإبادة، وتأمين حياة الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

جهود مشكورة قام بها منظمو حملة «أسطول الصمود العالمي»، والمشاركون فيها، حيث بلغ عدد سفن الأسطول نحو 50، وعدد المشاركين على متونها قرابة 500، ومن عشرات الدول... من الولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية، أوروبا، أستراليا، ماليزيا، تركيا، باكستان، ودول عربية وعلى رأسها الكويت، وهي سباقة دائماً حكومةً وشعباً، في دعم قضية إخوانهم الفلسطينيين.

كان أسطول الصمود بحق عالمياً هذه المرّة، خلافاً عن المرات السابقة، والتي بدأت عام 2010 بواسطة «أسطول الحرية»، الذي كان منطلقاً لمواصلة فكرة فك الحصار عن غزة، عن طريق البحر، المنفذ البحري الوحيد المفتوح على غزة، خلافاً للمنافذ البريّة المغلقة.

كان «أسطول الصمود» كابوساً على الكيان الصهيوني، حيث أثار قضية فلسطين المحتلة بقوة، وتداعياتها على السكان الفلسطينيين تحت الاحتلال، وفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة، وأفشل محاولات الصهاينة في التغطية على حصارهم لغزة، وعزلها عن العالم، والاستفراد فيها، حيث حكى المشاركون في الأسطول ما تعرّضوا له من إساءة، ومعاملة متوحشة من قبل الجنود الصهاينة ومسؤوليهم من أمثال الإرهابي بن غفير، وحالة الدمار التي سببها الجيش الصهيوني في غزة، والمعاناة التي يمر بها السكان تحت الحصار، ما أضاف بعداً إرهابياً جديداً إلى سجل جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين المحتلة.

شخصيات سياسية عديدة ومشاهير، شاركوا في «أسطول الصمود العالمي»، ولعل من أبرزهم الناشطة المناخية الشابة غريتا ثونبرغ، التي كانت أيقونة دعاية محاربة الاحتباس الحراري. وكانت وسائل الإعلام العالمية تتسابق في تغطية خطاباتها أمام الحشود الكثيفة، الموجهة للمشاركين في مؤتمرات محاربة التغيّر المناخي، وحثها لهم على اتخاذ قرارات حاسمة تضمن عدم زيادة درجة حرارة الأرض.

لكن هذه المرّة، اختفت غالبية تلك الوسائل الإعلامية، خصوصاً الأميركية والأوروبية، عن تغطية مشاركة غريتا في «أسطول الصمود»، كما لو أنها شخصية نكرة غير معروفة، وامتنعت عن بث تصريحاتها عن أهداف الأسطول الإنسانية، وتنديدها بجريمة الحصار الخانق من قبل الصهاينة على أهالي غزة، والصمت الدولي، الأمر الذي يدل على ممارسة تلك الوسائل الإعلامية أسلوب النفاق المكشوف، وعلى رأسها شبكات بريطانية وأميركية عريقة.

ومع ذلك، فإن رسالة الأسطول الإنسانية، وصلت هذه المرّة إلى أعماق مجتمعات أوروبا والولايات المتحدة، مخترقة حصون وسائلهم الإعلامية الكاذبة، وفضحت تورّط حكوماتهم مع الكيان الصهيوني في حرب إبادة شعب غزة، حيث إن مشاركة غريتا ثونبرغ، مع أربعة برلمانيين إيطاليين، أحدهم عضو في البرلمان الأوروبي، مع مشاهير أميركيين وأوروبيين، سيكون بمثابة هزة شديدة من الداخل، توقظ الضمير الغربي النائم، وستغيّر من نظرة التعاطف النمطية السائدة تجاهه، إلى احتقاره، وستزيد من عزلته، وكراهيته، ككيان مجرم، عدو للبشر، وستجعل من المستحيل إعادة ترميم صورته المتوحشة القبيحة، أو تأهيله من جديد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد