: آخر تحديث

وهج المعرفة

2
2
2

عادل المرزوقي

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتنافس فيه الشاشات على انتباه العقول، تظل القراءة هي الفعل الأصدق لاستعادة الإنسان لذاته، فهي البوابة التي نعبر من خلالها نحو اتساع الفكر، والنبع الذي نرتوي منه فهماً ومعرفة وإلهاماً، فالحروف لا تنير الورق فقط، وإنما تصنع إنساناً أكثر وعياً بواقعه وأكثر قدرة على بناء مستقبله، وهو ما نتعلمه من حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «الشغف بالمعرفة لا يمكن أن ينطفئ.. وأن القراءة طريق لاستعادة الحضارة.. وبأن لغة الضاد ستبقى جزءاً لا يتجزأ من هوية أمتنا وروحها ومستقبلها بإذن الله».

شغف المعرفة يتجلى بين ثنايا مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي تعد أضخم تظاهرة معرفية في تاريخنا الحديث، حيث نجح في إعادة الكتاب لمكانته، ومنح لغتنا العربية حضورها الأصيل في حياة طلابنا، وذلك ما نلمسه في الدورة الـ9 التي تشهد مشاركة 32 مليون طالب يمثلون 132 ألف مدرسة من 50 دولة، تحت إشراف أكثر من 161 ألف مشرف ومشرفة، ليؤكد ذلك أهمية التحدي كأكبر مسابقة عالمية وعربية للقراءة، كما تعكس حجم الأثر الذي صنعته الفكرة حين تحولت إلى حركة معرفية شاملة.

لقد أثبتت التجربة أن الكلمة قادرة على بناء العقول قبل المدن، وأن الاستثمار في القارئ هو الاستثمار في المستقبل.

ومن بين صفحات الكتب التي قرأها هؤلاء الطلبة، تولد أحلام جديدة، ومشاريع فكرية وثقافية ستسهم في صياغة ملامح الغد العربي المشرق، لذا فهذا الرقم لا يُقاس بالعدد فقط، بل بما يحمله من طموح ورسالة تؤكد أن القراءة ما زالت قادرة على جمع العرب تحت راية المعرفة.

مسار: سيبقى وهج المعرفة مشتعلاً طالما هناك من يفتح كتاباً فذلك بمثابة خطوة في طريق الحضارة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد