انطلقت فعاليات موسم الرياض في نسخته الجديدة، لتملأ العاصمة السعودية بالحيوية والإبداع، وتحوّلها إلى مسرح نابض يجمع بين الترفيه والفنون والثقافة والابتكار، والذي أصبح اليوم إحدى أبرز العلامات في الأجندة السياحية والترفيهية للمملكة، معبّرًا عن طموح رؤية السعودية 2030 في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والسياحة والخدمات، ومؤكدًا مكانة الرياض كعاصمة عالمية للفعاليات الكبرى.
منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2019، أثبت موسم الرياض أنه ليس مجرد حدث ترفيهي، بل مشروع اقتصادي واستثماري متكامل يجمع بين الفنون والثقافة والتسوق والمتعة تحت مظلة واحدة، يُحرّك عجلة الاقتصاد، ويخلق فرص عمل، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات المحلية.
انعكاسات الموسم الاقتصادية واضحة على مختلف القطاعات؛ فالفنادق والمطاعم والمقاهي تعيش ذروة نشاطها، وقطاع النقل يزدهر مع تدفق الزوار من مختلف مناطق المملكة وخارجها، فيما تتحول مراكز التسوق إلى وجهات مكتظة تستقبل أعدادًا ضخمة من المتسوقين، ويجمع الناس بمختلف أعمارهم واهتماماتهم في فضاء واحد، يخلق أجواء من الفرح والانتماء، ويعزّز جودة الحياة، ما يجعله أكثر من مجرد حدث اقتصادي أو ترفيهي، بل مشروعًا وطنيًا يعكس روح السعودية الساعية لتكون مركزًا عالميًا للثقافة والابتكار والإلهام.
تشير أرقام موسم الرياض 2025 إلى مشاركة أكثر من 2100 شركة، 95 % منها محلية، مع توقع جذب أكثر من 20 مليون زائر، فضلًا عن آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي سيوفرها، ليصبح بذلك ضمن أكبر المشاريع المحفزة للنشاط الاقتصادي غير النفطي في المملكة.
ولا يقتصر دور موسم الرياض على الأثر المالي المباشر، بل يمتد إلى بناء صورة ذهنية إيجابية عن المملكة؛ إذ يشاهد العالم من خلاله نموذجًا حديثًا للسعودية المنفتحة على الثقافات، الواثقة بقدراتها، والماضية بخطى ثابتة نحو المستقبل، في نموذج يحتذى به في تحويل الترفيه إلى صناعة، والمواسم إلى أدوات فعالة للتسويق الوطني.
إن انطلاقة الموسم الحالية تأتي في لحظة فارقة تشهد فيها المملكة نموًا غير مسبوق في قطاعات السياحة والترفيه، ليصبح هذا الموسم رسالة للعالم تؤكد أن السعودية تمضي بثقة نحو تحقيق رؤيتها، عبر موسم يحتفي بالإنجازات، ويُبرز القدرات التنظيمية والإبداعية الوطنية، ويحوّل كل فعالية إلى فرصة لتسويق المملكة كقوة ناعمة تمتلك المقومات الاقتصادية والثقافية والسياحية التي تجعلها وجهة لا تُضاهى، تليق بحجم ومكانة الرياض كخيار سياحي أول في المنطقة.