: آخر تحديث

بوابة الملك وقداسة الهدف

3
3
3

إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إطلاق مشروع «بوابة الملك سلمان» في مكة المكرمة، يشكّل خطوة نوعية مهمة في مسار التطوير الحضري والخدماتي لأقدس بقاع الأرض، فضلاً عن أهميته في الجانب الثقافي، إذ إنه مشروع يسعى إلى الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمكة المكرمة وإثراء تجربة زائريها، وهو ما يعكس امتداد رؤية السعودية 2030 الطموحة التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في قلب أولوياتها.

وتمتد «بوابة الملك سلمان» على إجمالي مسطحات بناء بمساحة تصل إلى 12 مليون متر مربع بجوار المسجد الحرام، الأمر الذي سيحقق نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لمدينة مكة المكرمة والمنطقة المركزية بشكل خاص لتصبح -وكما هدف المشروع- نموذجًا عالميًا للتطوير العمراني، ليكون مساهمًا رئيسًا في دعم الجهود المبذولة على تطوير المنطقة وتسهيل الزيارة مع تقديم خدمات ذات جودة عالية لقاصدي بيت الله الحرام وإثراء رحلتهم الدينية والثقافية بما يتماشى مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن في توفير خدمات عالية الجودة في السكن والنقل والضيافة والثقافة، لتجسّد روح الرؤية التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن محوراً أساسياً في التنمية المستدامة.

ولذلك، فالبوابة لن تكون مجرد مشروع إنشائي ضخم، بل رؤية متكاملة سترتقي -بحول الله– بتجربة الحاج والمعتمر والزائر، من خلال بيئة حضرية متقدمة تتيح الوصول السهل إلى المسجد الحرام، مستفيدة من كون مشروع «بوابة الملك سلمان» يتميز بموقع إستراتيجي بجوار المسجد الحرام، وهو ما سيسهم في الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدّمة، وتوفير مرافق سكنية وثقافية وخدمية محيطة بالمسجد الحرام، كما يضيف المشروع طاقة استيعابية تتسع لما يقارب 900 ألف مصلٍ في المصليات الداخلية والساحات الخارجية.

وغنيّ عن القول بأن «بوابة الملك سلمان» تتميّز بخصيصة ثقافية مهمة، إذ إنها تنسج من الإرث المكّي العريق نسيجاً معمارياً حديثاً، يحافظ على روح المكان وعبقريته، ويمنحه حياة جديدة، إذ يعيد تأهيل المناطق الثقافية والتراثية في مساحة تتجاوز 19 ألف متر مربع، لتكون ذاكرة نابضة بالتاريخ تحاكي الحاضر، وتستشرف المستقبل، مازجة بشكل استثنائي متفرّد تناغمًا بين الإرث المعماري الغني لمكة المكرمة مع أرقى أساليب الحياة العصرية، بما يضمن أعلى مستويات الراحة.

إن ما تشهده مكة المكرمة اليوم من مشروعات تنموية متتابعة –وفي مقدمتها «بوابة الملك سلمان»– يؤكد استمرار العناية الملكية وحرص القيادة الرشيدة على تطوير البنية التحتية، وتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، في صورة تعكس ما وصلت إليه المملكة من نضج تخطيطي وتطور إداري ورؤية استراتيجية تقودها قيادة تؤمن بأن خدمة الحرمين الشريفين شرف ورسالة ومسؤولية، كما أنها تكتب عصراً جديداً من التنمية المتكاملة التي تجعل من مكة المكرمة واجهةً مضيئة تليق بمكانتها الدينية والتاريخية، وتجسد صورة المملكة الحديثة التي تبني مستقبلها بثقة، وتستمد إلهامها من روح المكان وقداسة الهدف.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد