: آخر تحديث

نوبل تحتفي بنا

2
2
2

في لحظة فارقة من تاريخ وطننا، المملكة العربية السعودية، يتجلّى فوز عالِم سعوديّ بجائزة نوبل في الكيمياء بوصفه أكثر مِنْ إنجاز علمي فردي؛ فهو يتجاوز الشخصي لِيُجسّدَ غراس وثمرة رؤية وطنٍ، آمنَ بالعقل، واستثمرَ في الإنسان، وشرَّعَ أمام الموهبة آفاقها الرّحبة.

ولعلّ من المبهج أنّ هذا الفوز والاستحقاق، يأتي في زمن تعيش فيه المملكة نهضتها الثقافية والفكرية والعلمية الكبرى؛ حيث يتحوّل معرض الرياض الدولي للكتاب إلى منصّة لصياغة الوعي، ويُحتفى فيه بالكلمة، وتنتشر المعرفة؛ كل هذا يؤكّد أنّ التنمية الحقيقية تبدأ من الفِكر وتنتهي بالإنسان.

لقد أظهرت رؤية السعودية 2030 أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأجدر بالبقاء، وأن الإبداع والبحث العلمي ليسا ترفاً فكريّاً، بل قيمة تنموية تقود إلى اقتصادٍ متنوع ومجتمعٍ منتجٍ ومعرفةٍ متجددة. ومن هنا، فإن تتويج عالمٍ سعودي بهذه الجائزة العالمية لا يُعدّ تكريمًا لشخصه فحسب، بل هو إشادة بقدرة الوطن على إنتاج المعرفة، ودليلٌ على أنّ المملكة باتت تشارك العالم في صناعة المستقبل، لا في استهلاكه.

ومن نافلة القول، إن إنجازات المملكة التاريخية التي أبهرت العالم، وحضورها العالمي الفارق، على امتداد حقبها، والتحديات التي مرّت بها، كلها تعطي رسالة للعالم أن هذه الأرض ليست مجرّد نفط، ولا صحراء مجدبة قاحلة، وإنما أرض مباركة، انطلق من ثراها الرسالة المحمدية الخالدة، رسالة النور والهداية التي غيّرت وجه التاريخ، ومن رحم صحرائها خرجت أعظم عبقرية إنسانية في العصر الحديث -عبقرية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه- الذي حوّل التفرّق والشتات إلى وحدة عظيمة متماسكة، وحوّل الرمال إلى دولة، والحلم إلى مشروع نهضوي عظيم.

ولذا، فلا غرابة أن يأتي عالم سعودي يحصد هذا الإنجاز، لأننا في وطن يؤمن بالفرادة، والنبوغ، ويحفّز على الإبداع، ويحفز الإلهام، ويهيّئ له البيئة الحاضنة، فهو في وطن يستصحب معه رؤية عظيمة، رؤية جعلت من التعليم سلاحاً، ومن المعرفة سبيلاً إلى المكانة والريادة. رؤية طموحة متجددة تبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن المملكة تمضي بثقة في مشروعها الحضاري الكبير، مشروع يستمد قوّته من إنسانيته، وجذوره من أصالته، ووجهته من المستقبل.

وبين صفحات الكتاب التي تُقلب في معرض الرياض، وصفحات التاريخ التي تُكتب في منصة نوبل، تتأكد حقيقة واحدة: أن المملكة العربية السعودية تعيش زمن العقل المبدع، والإنسان الفاعل، والوطن المزدهر بالفكر والإنجاز.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد