: آخر تحديث

دور الذكاء الاصطناعي في تنامي الطلب على الكهرباء والمياه

4
3
3

سعيد محمد الطاير

يشير كشف عملاق التكنولوجيا «غوغل» عن معدلات استهلاك نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها للموارد الطبيعية من المياه والطاقة، إلى نشوء عامل جديد يضاف إلى عوامل تنامي الطلب على الكهرباء والمياه.

فإلى جانب ارتفاع عدد السكان حول العالم، أصبح استهلاك التقنيات المتقدمة المتزايد للكهرباء والمياه عاملاً جوهرياً في صياغة مستقبل الطلب على إمدادات الكهرباء والمياه.

فبحسب منشور عبر مدونتها الرسمية، ذكرت «غوغل» أن كل أمر نصي موجه لنموذج الذكاء الاصطناعي «جيميناي» يستهلك 0.24 وات/ساعة من الطاقة، وهو ما يعادل الطاقة المستهلكة في أقل بقليل من 9 ثوانٍ من مشاهدة التلفاز، فيما يتم استهلاك نحو خمس قطرات مياه بما يعادل 0.26 ملليلتر لتبريد مراكز البيانات التي تشغل برنامج الذكاء الاصطناعي خلال العملية نفسها.

ويبين هذا الإعلان الأول من نوعه لشركة تكنولوجيا عالمية أثر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الخاصة به على استهلاك معدلات الطاقة والمياه عالمياً وحجم التأثير التراكمي الهائل لهذه التكنولوجيا عند تطبيقها على نطاق مليارات المستخدمين.

هذا الإعلان يضعنا أمام حقيقة ملحّة: مراكز البيانات التي تغذي عصر الذكاء الاصطناعي هي الآن من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم، وبالتالي فإن ضمان استدامتها أصبح ركيزة أساسية لضمان استمرارية نمو القطاع الرقمي نفسه.

وعلى ضوء المكانة العالمية التي تتبوأها دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها فاعلاً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي، تبرز أهمية مواصلة تعزيز كفاءة شبكات الكهرباء والمياه، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة التي توفر مصادر لا تنضب، لتلبية الطلب ودعم الاستدامة المجتمعية والاقتصادية والبيئية.

كذلك حلت دولة الإمارات ضمن قائمة الدول الـ20 الأكثر احتضاناً للمواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقاً لمؤشر التنافسية العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن المنتدى المالي الدولي بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث العلمية «ديب نوليدج».

وبوصفنا المزود الحصري لخدمات الكهرباء والمياه في إمارة دبي، ندرك في الهيئة المسؤولية التي تقع على عاتقنا بوصفنا شرياناً أساسياً للحياة في الإمارة وأحد الأعمدة الأساسية والركائز المحورية في بنيانها، وندعم استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، ونعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في شبكات الإنتاج والنقل والتوزيع للطاقة والمياه بما يعزز الإنتاجية والكفاءة.

وتنفذ الهيئة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يُعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة.

وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 3860 ميجاوات، ومن المخطط أن تصل إلى أكثر من 8000 ميجاوات بحلول عام 2030 (المخطط الأصلي 5000 ميجاوات) بما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 8.5 ملايين طن سنوياً (المخطط الأصلي 6.5 ملايين طن سنوياً). وبذلك تحولت الطاقة النظيفة إلى ممكّن رئيسي للنمو التقني عبر استثمارات استراتيجية في الطاقة النظيفة والبنية التحتية الذكية.

فمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ليس مجرد مشروع لإنتاج الكهرباء؛ إنه العمود الفقري للاقتصاد الرقمي الأخضر في دبي، حيث يضمن توفير طاقة نظيفة وغير منقطعة لتشغيل أكبر مركز بيانات أخضر يعمل بالطاقة الشمسية في العالم حسب «غينيس للأرقام القياسية العالمية» في المجمع، والذي يديره مركز حلول البيانات المتكاملة (مورو)، أحد شركات ديوا الرقمية، الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي.

هذا المركز الأخضر هو النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه مستقبل مراكز البيانات: عالي الكفاءة، موثوق، ومُدار بالكامل بالطاقة المتجددة، ما يقلل بشكل جذري من استهلاك الطاقة والمياه المرتبط بعمليات التبريد، ويتخلص من الانبعاثات التي تصاحب عمل مراكز البيانات التقليدية.

وعلى ضوء مسيرتنا الحافلة بالتميز والريادة، لا ندخر جهداً في الهيئة لتوفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير الكفاءة والاعتمادية والاستدامة والجودة، ودعم البنية التحتية المستقبلية في دبي، وتسريع الإنجاز، للإسهام في جعل دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد