: آخر تحديث

ترامب... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

2
2
2

سلطان ابراهيم الخلف

لم يفِ ترامب بتعهده عند توليه الرئاسة، بوقف «حرب الإبادة» التي يشنها حليفه الكيان الصهيوني على سكان غزة المحاصرين، بل تمادى الكيان الصهيوني في عهده، وأضاف أداة التجويع إلى حربه، ولم يحقّق أهدافه من الحرب باستسلام المقاومة الفلسطينية، بل زادت في عزلته، وبدا منبوذاً بين شعوب العالم، أمام انسحاب غالبية مندوبي دول العالم من أمامه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حتى إن الإرهابي نتنياهو اعترف بهزيمة كيانه إعلامياً، وصار يبحث عن مخرج لهذه الورطة التي وقع فيها، ليطرح فكرة الاستحواذ على منصتي «تيك توك» و«إكس»، لمواجهة الحرب الإعلامية التي يشنها المغردون على كيانه من خلالهما. ناهيك عن أزمته الداخلية، التي تتمثّل في تجذّر الانقسامات مع استمرار التظاهرات ضد سياساته.

لذا لم يكن أمام الإرهابي نتنياهو إلاّ الاستنجاد بالرئيس ترامب لإخراجه من هذا المستنقع...

ولأن ترامب حليف قوي للإرهابي نتنياهو، فقد جاءت خطته في صالح الكيان الصهيوني من دون أي اعتبار للضحية الفلسطينية، هدّد فيها ترامب «حماس» وأعطاها فرصة يومين أو ثلاثة للرد، وهي تتحدّث عن وقف حرب الإبادة فوراً، التي لم تتوقف بعد ردّ الحركة، وعن تسليم الأسرى الصهاينة، مع نزع سلاح «حماس»، وإخراجها من غزة، فيما لا تشير إلى أي ضمانات بانسحاب الصهاينة من غزة، أو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعتبر الهدف الرئيسي للمقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني.

ردّ الإرهابي نتنياهو على الخطة كان «لن ننتقل إلى أي بند من بنود الخطة الـ 20 قبل تسليم الأسرى»، مع أن نتنياهو غير معني بالأسرى الصهاينة، لأنه رفض خططاً سابقة تتحدّث عن تسليمهم، وقد قتلت قنابل جيشه بعضهم، ويعانون الآن من سياسة التجويع التي يفرضها على غزة.

خطة ترامب، هي لإضاعة الوقت، وتخفيف العبء على الإرهابي نتنياهو، وإزالة الحرج عنه، بعد أن علّقها في عنق ترامب، الذي لا يستطع ردّها، رغم مشاغله الكثيرة وعلى رأسها الإغلاق الحكومي، والموازنات، وتعليق العمليات الفيديرالية، فهو يعيش تحت كابوس «ملفات أبستين»، التي يشهرها في وجهه الإرهابي نتنياهو، فيما يلوح له شبح اغتيال شارلي كيرك، الناشط اليميني المؤيد له، الذي انقلب على الكيان الصهيوني، وتغلغل اليهود الصهاينة في أميركا.

لن تكون خطة ترامب آخر ألاعيب الإرهابي نتنياهو، لأن وقف حرب الإبادة ليس في صالحه، وتعني جرّه للمحاكمة بتهم الفساد، وسوء استغلال السلطة، مع استحالة قبول «حماس» بنزع سلاحها، من دون ضمانات بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

والجدير بالذكر، أن عزلة الكيان الصهيوني تفاقمت داخل المجتمع الأميركي، خصوصاً مع ظهور الإرهابي نتنياهو وهو يسخر من اليمين الأميركي المستيقظ Woke Right بتسميته «الرايخ المستيقظ» Woke Reich بطريقة استفزازية مشينة بأنه نازي، الأمر الذي أثار غضب قاعدة ترامب اليمينية، والعديد من النشطاء الأميركيين، الذين حذروا المجتمع الأميركي من محاولة نتنياهو التدخّل في قمع حرية التعبير في بلادهم، بالاستيلاء على منصات التواصل الاجتماعي.

حرب الإرهابي نتنياهو ليست مع غزة فحسب، بل مع العالم، والأخطر مع المجتمع الأميركي، الذي انقلب عليه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد