عبدالعزيز الفضلي
رغم مرور عامين على بدء معركة «طوفان الأقصى» - والتي تبعها بعد ذلك العدوان الصهيوني على قطاع غزة - والجدل ما زال قائماً حول جدوى هذه العملية.
فهناك من هاجم العملية ورأى فيها كارثة حلّت بأهل غزة، أدّت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في تدمير القطاع.
بينما يرى آخرون بأن المعركة اسم على مسمّى، وأنها طوفان تجاوز الأقصى ليكون طوفان اجتاح العالم بأسرِه.
من يؤيدون الطوفان يؤكدون، على ما قاله قادة المقاومة عن أسباب القيام بالعملية، والتي منها إيقاف تهويد المسجد الأقصى والبدء في تحريره، وإيقاف قطار التطبيع، والسعي في فك الحصار عن قطاع غزة الذي مضى عليه أكثر من 17 عاماً، ولفت الأنظار إلى الجحيم الذي يعيشه الآلاف من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني، والعمل على تحريرهم، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية، بعد أن حاول الكثيرون جعلها في طي النسيان.
ولعل ما يدلل على تحقق النقطة الأخيرة، ما صرّح به الإعلام العبري نفسه، حيث يقول آفي أشكنازي، المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية «نجحت حماس إلى حد كبير في عدد من الخطوات التي اتّخذتها، فعلى سبيل المثال، لا يوجد اليوم شارع في أوروبا لا يُرفرف فيه علم فلسطين على واجهة متجر أو يظهر شعار - الحرية لفلسطين. في كل ساحة في إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا وألمانيا واليونان، شوهدت تظاهرات لمؤيدي حماس، هنا علّمت حماس الدبلوماسية الإسرائيلية الغائبة درساً حقيقياً».
وما يؤكّد كلامه صدور إحصائية أشارت إلى أنه خلال عامين تمت إقامة أكثر من 45 ألف تظاهرة وفعالية تندد بالإبادة الجماعية في غزة، في 793 مدينة في 25 دولة أوروبية.
نقول لكل من عارض الطوفان بحجة وقوع الضحايا والخسائر، بأنه لا يوجد شعب تحرر من المحتل إلا بعد أن قدّم أكبر التضحيات، ولا يوجد تحرير من دون أن يُدفع الثمن.
يخوض قادة المقاومة هذه الأيام معركة المفاوضات (وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى) والتي لا تقل في أهميتها عن معركة السلاح، ونسأل الله تعالى أن يُسدّد لهم الرأي كما سدّد لهم الرّمي.
X@abdulaziz2002