معارض الكتاب ليست مجرد تجمع لاقتناء الكتب، بل فضاء ثري بالمواقف والذكريات، لا تزال عالقة في الذهن، إذ زرت عديداً من معارض الكتب حول العالم، من الرياض إلى الدار البيضاء، ومن جدة إلى القاهرة، ومن الكويت إلى أبوظبي، ومن فرانكفورت إلى نيويورك، وهذه بضع صور ولمحات، مما شاهدت وشهدت:
أول معرض كتاب حضرته، كان معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2000م وذلك خلال دارستي الجامعية، وكان يقام في البهو الرئيس لجامعة الملك سعود، ولا أزال أتذكر دهشتي من ضخامة المعرض وتعدد العناوين.
أول كتاب حُزته من معارض الكتب كان: "وحي القلم" لمصطفى صادق الرفاعي، الذي لا أزال احتفظ به، وأمتنع عن إعارته!
أضخم مجموعة اقتنيتها كانت من معرض الكتاب في القاهرة، عام 2020م، تجاوزت الستين كتاباً! لا أزال لم أنتهِ منها حتى الآن.
تتميز المعارض الغربية عن العربية بالحجم الضئيل لمساحات الجهات الحكومية ونحوها، مما يتيح مساحة أوسع لمشاركة دور النشر، ناهيك عن حرصها على وجود أسعار مخفضة للكتب مقارنة بسعرها خارج المعرض.
بالتأكيد معرض الرياض يتفوق على جميع معارض الكتاب العربية، سواء من ناحية ضخامة الحضور والإقبال، أو حتى المبيعات. كما هو تربع معرض "فرانكفوت" على عرش أكبر معارض الكتاب على مستوى العالم.
لدي قائمة ببعض الكتب النوادر التي دوماً أبحث عنها، ولا أروع من تلك اللحظات حينما تجد أحدها في ركنٍ مهمل، وكأنه مخبأ بانتظارك! وهو ما حدث لدي مرات، وكان آخرها في معرض جدة، حينما وجدت كتاباً أبحث عنه منذ سنوات عن مملكة كندة.
ممرات معارض الكتاب والفعاليات الثقافية مصدرٌ للإلهام والتقاط مشاريع الكتب، فقط حاول أن تكون متيقظ البصر وحاضر البصيرة.
بالطبع اقتنيت نفس الكتب مرات عديدة دون أن أعلم! لكني أجدها فرصة للإهداءات.
من أغرب من قابلت، ذلك الرجل الخمسيني الذي كان يجر معه عربة، متخمة بعشرات الكتب من مختلف التخصصات، وذلك في معرض القاهرة للكتاب، تشجعت وسألته لمَ هذه الكتب مختلفة المشارب؟ ليبتسم ويقول: إن هناك تخصصين اثنين لابد للمختص بهما أن يكون مطلعاً على كافة التخصصات، وهما المحاماة والصحافة! وهو ينشط في أحدهما.
خلُصت إلى خطة اتبعها في كل المعارض، وبالذات تلكم التي يتسنى لي زيارتها أياماً عدة، الخطة الرئيسة تبدأ بزيارة عامة، أستطلع فيها دور النشر ومحتوياتها، وأحدد المطوب وأفاضل بينهم، ثم زيارة للاقتناء، ثم زيارة في آخر يوم للمعرض، للفوز بصفقات رابحة وأسعار رخيصة، كون الدور الخارجية تُفضل العودة لديارها دون أن تتحمل تكاليف الشحن من جديد!
لكل معرض كتاب نكهة خاصة، وأجواء مختلفة، فصرت مؤخراً أحاول أن أرتب رحلتي لبعض المدن بناءً على موعد معرض كتابها السنوي، وهو ما أفعله سنوياً مع معرض القاهرة للكتاب.