عبدالعزيز التميمي
الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، هو تلميذ مدرسة أسست للدولة الحديثة، منذ أن نشأ وهو ينهل من معلمه الأول سمو الشيخ عبدالله المبارك الصباح 1914 - 1991، الذي تحمل مسؤوليات جسام في بداية تأسيس دولة الكويت...
فكان رحمه الله، رجل الدولة الذي كانت نظرته تصل إلى البعيد في الاستنتاج والتبصر واتخاذ القرار السليم.
شغل منصب نائب الحاكم (الأمير الشيخ) عبدالله السالم الصباح -طيب الله ثراه- الرجل الوطني والحارس الأمين على الكويت وثرواتها، فشكل الاثنان -رحمهما الله- قطبي ميزان والعدل والمساواة في دولة تشق طريقها فترة الخمسينات إلى منتصف الستينات من القرن الماضي...
فكانت الكويت التي يعرفها كل الكويتيين مركزاً ثقافياً عروبياً إلى النخاع ينشر في أرجائه العدل والخير والمحبة، فتأسست القوات المسلحة الكويتية لتبسط الأمن والأمان في ربوع الوطن الغالي.
وأنا من ذلك الجيل الذي تشرفت بالعيش في زمن كان فيه عبدالله المبارك الصباح نائباً للحاكم، وتعلقت بصورته الرسمية الجميلة المُعلّقة في صدر محل الوالد -رحمه الله.
سمو الشيخ عبدالله المبارك الصباح، جذوره العربية صقلته وأسسته مدرسة راقية تربى فيها سعادة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، الفارس ابن الفارس، حفيد أسد الجزيرة، فكان يحمل الكثير الكثير من صفات والده المدرسة وجده الحزم والقرار...
هذا الوزير الشاب الذي ترعرع في كنف آل الصباح الكرام، حمل في صدره قلب حمامة ووداعتها، بجسارة أسد جسور لا تكسره المصاعب والمحن. فكم من المواقف التي مرت عليه زادته صلابة ومنحته القوه وعلمته الحكمة والتروي واتخاذ القرار، فكان على سبيل المثال، فترة الاحتلال الغاشم، لسان حال الشباب الكويتي الذي يدافع عن قضيته في أقاصي المعمورة.
ويجتهد وهو غض يافع متمرس لتعريف العالم بقضيته العادلة والشرعية التي اغتصبها الجار غير السوي، فكان لسان حال الأمة وكان خير سفير لبلاده.
فهو خريج مدرسة الأمير الفارس الشجاع عبدالله المبارك -رحمه الله- فما خاب، والله، من شابه أباه وسار على نهجه يحمل في يديه غصن الزيتون وصولجان العدل والمساواة.
سعادة الشيخ محمد عبدالله المبارك، يشهد له كل العالم بأنه «كفّى ووفّى»، زادته الصعاب خلقاً على خلق، وأورثه الراحلون -أباً عن جد- المعنى الحقيقي لـ«كيف تكون قيادياً، وكيف تكون إنساناً، وكيف تنشر الذوق والأخلاق والسمو في التعامل».
هذا الوزير الذي أدى واجبه الوطني كاملاً مكملاً، يستحق منا الشكر والتقدير والعرفان والوقوف له ورفع القبعة، ولا نجد كلمة تليق بهذه القامة، إلا أن نقول... يا الحبيب أبوعبدالله، الإنسان الشيخ الوليد الكريم، بيض الله وجهك، ما قصرت، عسى الله يجعل سعيك ذاك في ميزان حسناتك... اللهم أمين.