هناك قول: «قد تبحث عن أيٍّ كان، فيكون تحت مخدتك وأقرب من سواد العين لبياضها».
بالفعل قد يكون هذا الشيء أقرب إليك من سواد العين لبياضها، لكن الرحلة من السواد إلى البياض طويلة وليست سهلة.
من يقرر أن يمضي في رحلته فعليه أن يعي أنه سيصطدم بكثيرين في هذه الرحلة، بأقرب الناس إليك، مثل الوالدين والأهل، وكل شخص في حياتك.
قد تُصدم بأفكارك وتجاربك التي تعودت طريقها ولونها، إلا أن أسوأ ما في هذا كله أن تصطدم بقناعاتك، وهنا الطامة الكبرى.
كل خطوة في رحلتنا الطويلة قد تتخلى فيها عن إنسان، كان يوماً من الأيام قطعة من قلبك ورفيق درب وحياة، أو تتخلى عن قناعة ليست أقل قيمة.
وهنا تصل إلى محطة أو مرحلة يغلفها الإحباط والانكسار، فتخفف من سرعة المضي بحياتك ومتابعة السير فيها.
لا تسمح أبداً لإحباطك بأن يردعك عن متابعة السير، لأنك كلما توغلت عميقاً في تفاصيل حياتك اقتربت من جوهرك، وهو أنت.. ذاتك، الأعلى قيمة من أي شيء آخر، عندها فقط سترى الوجود جميلاً، لأنك ستراه من خلال ذاتك وجمالك.
الحياة تنحت من صخرتها تمثالاً، رسم تفاصيله مجتمعنا وتربيتنا وتعليمنا ونشأتك، تمثالاً ذا مواصفات معينة.
إن ما يخلق صراعاً مع الآخرين بمختلف درجة أهميتهم لك، هو قناعات واهتمامات البعض، التي قد لا تتطابق مع مفاهيم الآخرين، وهنا تبدأ خيوط الصراع الداخلي تنسج ستاراً يشوش الرؤية باتجاه بعض المحيطين حولنا.
نصيحة خفيفة لطيفة: ابتعد في الوقت المناسب عن كل ما يزعجك إذا لم يكن ضرورياً جداً في حياتك، فالجرح قد يكون مدمياً في البداية، إلا أنه سرعان ما يلتئم، يترك أثراً يزول مع الأيام.
إقبال الأحمد