: آخر تحديث

الشيطان الأخضر

5
5
5

ميسون الدخيل

«مصعب حسن يوسف»، الناشط على موقع «X»، الذي يستخدم منصته لنشر خطابات تحريضية ضد المسلمين، نشر العديد من المنشورات المهينة، ضد المسلمين إلى مثيلاتها ضد الفلسطينيين! جاهل يتصرف كمؤرخ، إذ يقدم تاريخًا مزورًا عن المنطقة خاصة عن فلسطين والشعب الفلسطيني. نشأ في رام الله إبان الانتفاضة الثانية؛ اعتقلته السلطات الإسرائيلية لأول مرة وهو في سن السابعة عشرة واحتُجز في سجن «مجيدو»، حيث تعرض للتعذيب أولًا، ثم تمت برمجته لاحقًا (للمزيد من المعلومات عن البرمجة التي تؤدي إلى انفصام عن الواقع والتحول في الشخصية، اقرأ عن مشروع «MKUltra») وبدأ العمل كعميل مزدوج لإسرائيل؛ حيث جنده «غونين بن إسحاق»، مسؤول «الشاباك»، وأطلقوا عليه لقب «الأمير الأخضر»! ظل متخفيًا لمدة عشر سنوات، ثم في عام 2007، خوفًا من انكشاف أمره، هربته إسرائيل إلى الولايات المتحدة؛ حيث تخلى عن الإسلام وعُمد مسيحيًا. الكم الهائل من الكراهية التي يُبثها حسابه على موقع «X» وحده يثير اشمئزازًا حقيقيًا، كما ينبغي لأي شخص يرفض التعصب أينما يراه، فهذا الخطاب يتجاوز الخلافات السياسية ويتفاقم إلى تمييز صارخ وخطاب الكراهية! أنكر «الشيطان الأخضر» إنسانية الفلسطينيين، مُشككًا في صحة الهوية العرقية الفلسطينية: على سبيل المثال، في منشوراته المختلفة على «X»، يُشير حصريًا إلى الشعب الفلسطيني أو الدولة الفلسطينية بين علامتي اقتباس، كما لو أنه يُشكك في شرعية وجودهم! وقد وصف المسلمين مرارًا وتكرارًا بأنهم غير جديرين بالثقة، قائلًا إنه «لا يُبدي أي احترام» للأفراد الذين «يُعرّفون أنفسهم كمسلمين»، وادعى أن الإسلام «في أدنى مرتبة» بين الأديان البشرية، ووصف جميع المسلمين بـ«المجانين»! وفي مقابلة مع صحيفة «جيروزالم بوست» قارن الإسلام بالنازية، ودعا إلى «التوحد ضده»، كما دعا مرارًا وتكرارًا إلى العنف ضد المسلمين في كل مكان، حتى قال في مقطع مرئي متبجحًا: «لو خُيّرت بين 1.6 مليار مسلم وبقرة، لاخترت البقرة»، مُعلّقًا على المقطع بعبارة: «هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها المتوحشون وأنصارهم»! التغريدات التالية ليست سوى مثال على الكراهية، فمن خلال تحليل بسيط يكتشف القارئ مستوى الذكاء الكامن في عقله الملتوي، أو بالأحرى «المبرمج»: «الفلسطينيون» متحدون فقط في كراهيتهم لإسرائيل. لكن في الواقع، هم منقسمون بشدة ويحلون خلافاتهم بالعنف. لولا إسرائيل، لقتلت العصابات «الفلسطينية» بعضها البعض. «استمع أو تحمل العواقب! لقد مارس المسلمون مطاردة اليهود في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، وهم يخدعون الغربيين بأن هذه الحرب هي معركة مشروعة ضد الاحتلال. المسلمون غير جديرين بالثقة، وإضفاء الشرعية على عنفهم ضد اليهود ستكون له عواقب وخيمة على جميع غير المسلمين. إذا نجح المسلمون يومًا ما في قتل غير المسلمين، فسوف يقتلون بعضهم بعضًا. يجب أن تتحد البشرية ضد التهديد الإسلامي». «لا تثقوا أبدًا بأي شخص يُعرّف نفسه بأنه مسلم، فقد يبدو كالخروف البريء عندما يكون وحيدًا، لكن عندما يكون في القطيع، سيبدأ بإظهار أنيابه. لا أحترم أي فرد يُعرّف نفسه بأنه مسلم. وقد أفكر في استخدام القوة عندما يتعلق الأمر بالإسلاميين». «لو قُدّر لي أن أُقيّم الإسلام مقارنةً بالأديان الرئيسية على الأرض، لكان الإسلام في أدنى مرتبة. ومع ذلك، فإن المسلمين في حملة صليبية لغزو الأديان الأخرى، وتحويل البشرية إلى عقلية القرن السابع، متجاهلين التصميم العالمي القائم على التنوع، باعتباره جوهر الخلق، وطبيعة «الحقيقة» نفسها. يجب إصلاح الإسلام». «أولئك الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم مسلمون واهمون أو ببساطة مجانين. الإسلام ليس عرقًا ولا دينًا. إنه نظام شمولي مستوحى من أوهام القرن السادس. قبل أن يُسيء النقاد إلى المسلمين، عليهم أن يُجيبوا على السؤال التالي: ما الذي يجعلهم مسلمين؟». وسؤالي له، من أسئلة كثيرة على منشوراته وأحاديثه، لماذا أبقيت على اسمك كاملًا؟! وقال ذات مرة إن «المشكلة الفلسطينية» «نفسية» و«سردية ضحية»، ورفض مفهوم الهوية العرقية الفلسطينية. وافترض أن إسرائيل يجب أن تسيطر على الضفة الغربية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن موقعها المرتفع على وادي نهر الأردن يجعلها إستراتيجية لأمن إسرائيل، ورفض فكرة أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في الأرض! ويتساءل: «إذن، لماذا يحق للعرب امتلاك تلك الأرض؟». وفي مرة أخرى قال، متحدثًا عن المهاجرين في الدول الغربية: «علينا مساعدتهم على التفكير مثلنا»! واتهمهم بالتأثير في العقلية الغربية، وهذا ما يعكس نظرية مؤامرة أوسع نطاقًا مفادها أن المهاجرين يحلون محل الأمريكيين البيض! ببساطة، تقول نظرية المؤامرة إن هناك مؤامرة لتقليص نفوذ البيض، كما يقول المؤمنون بهذا الهدف إن هذا الهدف يتحقق من خلال هجرة غير البيض إلى مجتمعات يهيمن عليها البيض إلى حد كبير، ومن خلال التركيبة السكانية البسيطة، حيث تنخفض معدلات المواليد بين البيض مقارنةً بالسكان الآخرين. لتتضح الصورة انظروا فقط إلى ما ينشغل به «تومي روبنسون» و«إيلون ماسك» هذه الأيام في بريطانيا وأيرلندا وأسكتلندا وأستراليا. في نوفمبر 2023، ظهر الشيطان الأخضر على القناة 14 الإسرائيلية، وقال: «يجب أن نمحو قطاع غزة من على وجه الأرض. يجب استئصال هذا السرطان تمامًا. إذا لم تُنجز إسرائيل هذه المهمة، فلن تعرف السلام أبدًا». باختياري مناقشة هذه الشخصية الحقيرة، أهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر الانحياز إلى قوة تُقوّض جوهر إنسانيتنا، فتجاهله الحقائق التاريخية ونضالات شعبه، لا يُرسّخ روايةً زائفةً فحسب، بل يُؤجّج الانقسام والكراهية أيضًا، وعليه فمن الضروري مواجهة هذه الشخصيات، لأنها تُمثّل تهديدًا أوسع لهويتنا الجماعية وسلامتنا الأخلاقية. يا سادة عندما يتقمص الشيطان جسد حيوان يطلق عليه أسياده «الأمير الأخضر»! لا أدعي كشفه، لأنه معروف لدى الشرفاء بخبثه ودناءة روحه، هذا إن كان له روح! إن نفوذه خطير، حيث تقدم له التسهيلات كي يتحدث على كل الأصعدة حتى الجامعات بل في عقر الكونجرس الأمريكي! الصهاينة وأتباعهم نشطون في جعل مثل هذه الشخصيات تنتشر وتزدهر. المهم عند التدقيق فيما يكتب أو يتحدث، تتضح أوهامه، كاشفةً عن سلوك آلي خالٍ من المنطق والإرادة الحقيقية؛ وعليه فمن الضروري أن ندرك الخطر الذي يشكله أولئك الذين يتلاعبون بالحقائق، خاصة أولئك الذين من الواضح أنهم يعملون لمصلحة جهات معروف عنها السيطرة والتحكم بأي شكل من الأشكال (التهديد، الإرهاب، شراء الذمم) لمصلحة أجنداتهم التوسعية. بمواجهته وأمثاله وعلى منابرهم، نؤكد مجددًا التزامنا بالعقل والتعاطف والقيم الأساسية التي تربطنا كأمة إسلامية مع العالم من حولنا. إنه موقف بناة الحضارات تجاه من يهدمها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد