: آخر تحديث

شرطي الدهون

0
0
0

يؤثر استهلاك الدهون المختلفة في الجسم البشري بطرق متعددة، وتلعب نوعيتها دورًا أكبر من كميتها في تأثيراتها الصحية، فهناك الدهون المشبعة، التي تتكون من سلاسل من الأحماض الدهنية «مشبعة» بذرات الهيدروجين، وغالباً ما تكون غير سائلة، في درجة حرارة الغرفة، وتوجد في اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان، كاملة الدسم، وزيت جوز الهند وزيت النخيل، وبعض الأطعمة المصنعة والمعلبة، التي يؤدي استهلاكها إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الدم، والتسبب في الإصابة بأمراض القلب وانسداد الأوعية الدموية، لذا يُنصح بالحد من تناولها واستبدالها بالدهون غير المشبعة، التي تكون سائلة بدرجة حرارة الغرفة، وتتواجد في الزيوت النباتية، الأسماك، المكسرات، والأفوكادو. وهناك أيضاً الدهون المتحولة، وهي سيئة جداً، وتوجد في الأطعمة المصنعة والمقلية وبعض منتجات الخبز، وتفرض العديد من الدول، ومنها الكويت، قيودًا على التوسع في استخداماتها.

تساعد الدهون غير المشبعة على خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع، وتدعم صحة القلب، تقلل الالتهابات، وتحسّن مقاومة الأنسولين.

وفي نص طريف على الانترنت، قام طبيب بتحليل عمل الدهون بطريقة رائعة، من خلال النص التالي الجميل: تخيّل أن أجسامنا تشبه مدينة صغيرة. أكثر المشاغبين في هذه المدينة هو الكوليسترول، وله شركاء في الفوضى، وأخطرهم الدهون الثلاثية Triglyceride. مهمته التجوّل في الشوارع، إثارة الفوضى، وإغلاق الطرق، أما القلب فهو مركز المدينة، وكل الطرق تؤدي إليه، فعندما يزداد عدد هؤلاء المشاغبين، فإنهم يبدأون في تعطيل عمل القلب وعرقلة تدفق الدم. لكن، لحسن الحظ، في مدينتنا الجسمية هناك شرطي طيب، يلقي القبض على المشاغبين وسجنهم في الكبد، ثم يقوم الكبد بطردهم خارج الجسم عبر نظام التصريف، مقابل هؤلاء يوجد شرطي فاسد يحرّر المشاغبين من السجن ويعيدهم إلى الشوارع! وعندما يقل عدد رجال الشرطة الطيبين، تعم الفوضى في المدينة! فمن سيرغب في العيش في مدينة كهذه؟! هل تريد تقليل عدد هؤلاء المشاغبين وزيادة عدد رجال الشرطة الطيبين؟ إذاً ابدأ بالمشي، فمع كل خطوة ينخفض مستوى كل من الكوليسترول والدهون الثلاثية، ويعود جسدك (أو مدينتك) للحياة من جديد. وسيظل قلبك – مركز المدينة – محمياً من الانسدادات، وعندما يكون القلب بصحة جيدة، تكون أنت بصحة جيدة. فكلما سنحت لك الفرصة مارسِ المشي، متمنياً للجميع الصحة والعافية، والعافية بمعناها الشرقي، وليس بمعناها الغربي أو المغربي، حيث يصبح المعنى النار. ووجد أهل الشام الحل الوسط، بين المعنيين، بدمجهما في مقولة: «الدفا عفا»، أو أن العافية تأتي مع الدفء!


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد