: آخر تحديث

غزة أعقد مفاوضات

4
3
5

عماد الدين أديب

هل تعرفون ما هي أكثر صراعات العالم سوءاً في معرفة حقيقة ما يدور حول مسار ونتائج مفاوضاتها؟

إذا كانت هناك جائزة أوسكار لأسوأ تخبط إعلامي وتضارب تصريحات حول أي مفاوضات، فإن المفاوضات الخاصة بالمجازر التي تحدث في غزة سوف تحصل على المركز الأول.

لا أحد يعرف بالضبط نتائج ما يدور في غرف المفاوضات المغلقة التي تضم ممثلين من أعلى المستويات الأمنية في حركة «حماس» وإسرائيل، بحضور وسطاء على مستوى رفيع من الولايات المتحدة ومصر وقطر.

تعالوا نرَ التضارب.

في إسرائيل يصدر عن الموساد أن هناك تقدماً في المفاوضات، وفي اليوم ذاته نسمع تصريحات من نتانياهو بمسك العصا من المنتصف، بينما يصرح وزير المالية سموتريتش بأن المفاوضات فاشلة بسبب موقف «حماس».

في الولايات المتحدة، يقول ترامب إن هناك تقدماً حقيقياً، وإن التوقيع على الاتفاق سيتم قريباً، بينما يأتي تصريح من المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف وهو يغادر قطر يقول فيه: «إن «حماس» تبدل مواقفها، مخالفة ما وافقت عليه قبل ذلك».

الوسطاء في قطر ومصر يتحدثون في اليوم نفسه عن رد إيجابي من «حماس» بشأن المقترحات الأمريكية.

أما القيادي الحمساوي خليل الحية فهو يصرح بأنه لا جدوى من استمرار المفاوضات في ظل استمرار الحصار وعمليات الإبادة الإسرائيلية التي يقوم بها جيش الاحتلال.

كل هذه التصريحات المتضاربة المتناقضة تتم في يوم واحد، أي خلال 24 ساعة مع اختلاف التوقيت بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة.

هناك لا يعرف العالم حقيقة أي إجابات شافية عن أسئلة مصيرية مثل هل تسمح إسرائيل بدخول مساعدات كافية أم لا؟ هل يتم التوصل لتبادل رهائن أم لا؟ هل سيتم إيقاف إطلاق نار لمدة 60 يوماً أم لا؟ هل بعد هذا الاتفاق سوف يستمر الاحتلال للقطاع أم لا؟

المسألة بالتأكيد ليست في سوء إدارة الملف الإعلامي لهذه المفاوضات، ولكن الأمر الأكيد أن هناك اختلافاً وتناقضاً رئيسياً بين التشدد الحمساوي وجنون التطرف الإسرائيلي وحسن النية للوسطاء المصريين والقطريين وتلاعب المبعوث الأمريكي.

أي مفاوضات في العالم لها 3 شروط أساسية جوهرية:

أولاً: الرغبة في التوصل لحل.

ثانياً: الرغبة في الوصول لحل وسط.

ثالثاً: تفضيل الهدف الأسمى عن أي تفاصيل فرعية.

ومن الواضح أن فكرة «الحل الوسط» غير واردة، فكل طرف يريد كل شيء دون أن يتنازل عن أي شيء.. تلك هي المسألة.

إسرائيل و«حماس» أسوأ طرفي مفاوضات!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد