عايشة مبارك الصباح
أثناء متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لفت انتباهي الشكوى التي يبثها البعض من ارتفاع درجات الحرارة في الكويت، وصعوبة الطقس، فيما غابت عن أذهان هؤلاء نِعم أخرى كثيرة تعيشها الكويت لعل من أبرزها الاستقرار والأمان.
نَعم... الكويت طقسها الصيفي حار، حيث إنها تقع في منطقة صحراوية، بطبيعتها التي أراد لها الله أن تكون، ولكن هناك نِعمة أنعم الله علينا بها، مكّنتنا من استخدام المكيفات في بيوتنا والمجمعات التجارية، حتى في سياراتنا، تخفف بشكل كبير من تلك الحرارة التي يشتكي من ارتفاعها هؤلاء، الذين لا يذكرون أن الكويت تتمتع بالكثير من المواصفات التي تجعلها من أفضل بقعة على الأرض، تحت قيادتها الحكيمة، التي أوصلتها إلى أن تكون ذات شأن ورأي في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة، إضافة إلى الاستقرار الذي نعيشه على هذه الأرض الطيبة، والتلاحم الشعبي بين المواطنين، والسعي نحو الخير، والأيادي البيضاء التي تمتد لكل محتاج سواء داخل أو خارج الكويت، من دون منّة أو تفاخر...
فسعي الكويت وأهلها للعمل الخيري مصدره الأول والأخير الرغبة في إرضاء الله عز وجل، ثم المساهمة قدر المستطاع في التخفيف عن المنكوبين الذين يتعرّضون للمآسي التي مصدرها الطبيعية أو الصراعات والحروب، التي نجّانا الله منها، وحفظنا من شرها.
نَعم... علينا أن نرضى بما قسمه الله لنا في ما يخص الطقس، وأن نكون شاكرين لأنعم أخرى أهم من الطقس الذي ساعدنا الله في أن نتعايش معه من خلال المكيفات، حيث يقول الله تعالى: «إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ»، و«الكنود» هو الجاحد لأنعمه، فيجب أن نكون شاكرين على الخير، لا جاحدين... فالجحود يؤدي إلى التهلكة.
فهذه الأمور يسعى البعض - بالترويج لها - إلى إلهاء الناس عن الاجتهاد والتطوير والبناء والعمل الجاد لخدمة الوطن، وشغل المواطنين بأمور ليست ذات أهمية لصرف أنظارهم عن قضايانا العربية والإسلامية، خصوصاً الأوضاع المأسوية في غزة، وما تتعرّض له من عدوان وطغيان وظلم من الكيان الصهيوني.
إنّها دعوة صادقة لكل كويتي مخلص لوطنه، أن يتجاهل الرسائل السلبية التي يبثها الحاقدون، ولا يحاول أن ينشرها أو يروّج لها، بل عليه تجاهلها، وتقديم النصيحة لمن يستخدمها بوعي أو من دون وعي، كي يعود لرشده، ليكون محبّاً للكويت بلد الخير والتسامح، تحت قيادتها الحكيمة، وفي وجود شعبها الراقي الداعي إلى الأُلفة والتلاحم.
ندعو الله أن يحفظ بلدنا الغالي الكويت، من الجاحدين الذين لا همّ لهم سوى الترويج للسلبيات، وتجاهل الإيجابيات، من أجل أهداف هم يعرفون جيداً أنها لن تتحقق، فالكويت محميّة من رب العباد، بفضل أعمالها الخيرية الكثيرة.