: آخر تحديث

الانتصارات الخمسة للصهيونية العالمية..!

3
3
3

خلال الأعوام المئة الأخيرة، حققت الصهيونية اليهودية خمسة انتصارات، كنّا الضحية في أغلبيتها:

أولاً، تحقيق حلم تأسيس دولة لكل يهود العالم.

ثانياً، كسب بريطانيا أولاً وأمريكا والغرب تالياً، عاطفياً ومالياً وسياسياً وعسكرياً، لصفها.

ثالثاً: نجاحها في تحييد كامل ما كان يمكن أن تمثله الدول العربية من تهديد، ولو بسيطاً، على وجودها.

رابعاً: خلق دولة ذات اقتصاد قوي وصناعي وحربي متقدم، وتكنولوجي وعلمي متميز.

وخامساً: وهو الأخطر، خلق جيش من العملاء بيننا، يعملون لحسابها، وأغلبيتهم إما من المستفيدين مادياً من عطاياها في حسابات سويسرا، أو من غير المدركين لما تمثله الصهيونية عالمياً!

***

لا يقل تقدّم إسرائيل في مجال التكنولوجيا العالية عن تقدّم أمريكا أو أية دولة غربية، وتُلقب بـ«أمة شركات التكنولوجيا»، فهي تشكل قرابة %60 من صادراتها، يقابل ذلك صفر للدول العربية.

كما أن لـIntel, Google, Microsoft, Apple مراكز أبحاث متقدمة فيها، وينمو اقتصادها بأعلى من المتوسط العالمي، وقوتها العسكرية هي الـ15 عالمياً، ويمكنها حشد نصف مليون مقاتل خلال مدة قياسية، ولديها قوة تجسسية واستخباراتية لا تضاهى. وتعتمد إسرائيل بقوة على دمج الذكاء الصناعي في عمليات التجسس والتحليل، مما يمكّنها من تتبع أهداف عسكرية رفيعة المستوى والتنفيذ الدقيق للعمليات الحساسة، ولها القيادة العالمية في الأمن السيبراني، وملكت دائماً قوة مخبرية بحثية وطبية وتقنية متقدمة، وتتعاون مراكز أبحاثها مع كل الجامعات الغربية المتقدمة، خاصة في الأبحاث والذكاء الاصطناعي ونقل التكنولوجيا وتطوير حلول طبية ودوائية.

من جانب آخر، نرى أن أغلبية، إن لم يكن كل الدول العربية، تفتقد كل ما تمتلكه إسرائيل من تقنيات وخبرات. علماً بأن مساحة إسرائيل، قبل توسعاتها الاستيطانية الأخيرة، تبلغ 22 ألف كم²، مقارنة بـ13 مليون كم² للدول العربية، أو 32 مليون كم² للإسلامية، كما أن عدد سكانها يبلغ 9 ملايين، يقابلهم 460 مليون عربي، ومليار ونصف المليار مسلم.

لكننا نرى أن إسرائيل وقعت اتفاقية سلام مع مصر قبل 44 عاماً، ومع الأردن قبل 31 عاماً، إلا أنها لم تنقل أياً من خبراتها ولا تكنولوجيتها، ولا حتى نقل كيفية صناعة «درنفيس» لأي منهما، أو لأية دولة عربية، ولن تتوقف يوماً عن التجسس عليها، كما لم تتوقف يوماً عن التجسس على أمريكا، أعز وأفضل وأهم داعميها وأصدقائها، ولم تتوقف يوماً عن التوسّع الاستيطاني على حساب الدول العربية المجاورة لها، وما بعد بعد المجاورة لها، وبث روح الخلاف والفرقة بينها، واستغلال تخلفها لمصلحتها، فلن تقرّ أعين الصهاينة ساعة، ولن يطمئنوا للعرب يوماً، وسيبقى الشك في قلوبهم، والبغض في أنفسهم، ما بقوا بيننا، فلا شيء اسمه «سلام» حقيقي ومتكافئ في قاموسها، فهي لا تدّخر لنا غير الذل والمهانة، وهذا ما يطالب به عملاؤها بيننا، الذين «صلعوا» وأصبحوا معروفين، ومنهم كبار دعاة التطبيع والاستسلام التام لإسرائيل، الداعين علناً إلى أن لإسرائيل حقاً بأن تقرر مصيرنا بالطريقة التي تراها مناسبة.

على سبيل المثال، فقط، تبلغ انتاجية النخلة في إسرائيل عشرة أضعاف متوسط إنتاج مثيلتها في مصر والأردن! لكن على الرغم من مرور أربعين عاماً على السلام بينهما وبين إسرائيل، فإن أياً منهما لم تستفد من إسرائيل، حتى في تقنية زراعة «بلحة واحدة»، فكيف بتقنية الذكاء الاصطناعي، وما هو أخطر بكثير؟ وبالتالي على الحالمين بأن التطبيع مع إسرائيل سيجلب الرخاء والسلام والمحبة والتقدم، التخلّي عن أوهامهم، فلن نرى منها غير الاستغلال البشع لثرواتنا، واحتلال أراضينا، وجعلنا عمالاً في مصانعها ومزارعها، وربما حقل تجارب في مختبراتها.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد