: آخر تحديث

أواصر راسخة

6
5
5

جميلة هي المواقف التي تتجلّى فيها روح الأخوّة، وتتعزّز فيها قيم الوفاء، واستشعار الظروف والاحتياجات التي تمرُّ بدولنا، وخصوصاً أشقاءنا العرب والمسلمين، الذين تربطنا بهم أواصر قربى، ودين، وجوار، وعروبة.

هذه المواقف يبرز فيها دور المملكة بجلاء، ويسطع دورها التاريخي والإنساني الذي ينطلق من قيم أصيلة راسخة، ونهج ثابت دأبت عليه قيادة بلادنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتَوَاصَلَ هذا النهج والدور حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

بالأمس تم الإعلان عن وصول وفد سعودي يضم أكثر من 120 شخصاً من القطاعين الحكومي والخاص، ورجال الأعمال من مختلف القطاعات الاقتصادية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية. وهذه الزيارة بلا شك تعكس حرص المملكة على دعم الاقتصاد السوري وتعزيز الروابط الاقتصادية، وذلك انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع الحكومتين والشعبين الشقيقين.

وتأتي أهمية هذه الزيارة كونها مجسّدة لروح الأخوة وعمقها ورسوخها بين شعوبنا، سيما أشقّاءنا الذين يسعون إلى ترتيب شؤونهم وتجاوز ما مرّوا به من أزمات، ووقوفُ بلادنا هو ترجمة للشعور بالمصير المشترك والمسؤولية الأخوية اللذين يظلان حاضرين في عمق وجدان المملكة؛ ويؤكدان على متانة الروابط التي تتجاوز الجغرافيا، والقرابة التي لا تنقطع رغم الظروف، ولا من هدف لها سوى أن تستعيد تلك الأوطان عافيتها وأمنها واستقرارها؛ فالوقوف إلى جانب الأشقاء فعل نابع من وعي بقيمة التعاون، وأهمية تضافر دولنا لتجاوز ظروفها، وتحسين اقتصادها ورفاه إنسانها وأرضها.

من هنا، فلا غرابة أن نشعر بالبهجة من نصاعة وجمال المشهد السياسي والاقتصادي الذي يليق فعلاً بتاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وهو مشهد كان للتوجيه الكريم من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الدور الأنجع والأمضى الذي ساهم في أن يكون لبلادنا حضوراً مشرّفاً، فقد شاهدنا بلادنا تمضي بخطى واثقة نحو تعزيز استقرار المنطقة، وفتح أبواب الأمل أمام الشعب السوري الشقيق، من خلال تنظيم «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» في العاصمة دمشق، بمشاركة رفيعة من القطاعين العام والخاص.

وهذا الحضور يعكس التزام بلادنا بنهجها الأخوي الصادق النبيل تجاه أشقائها، ولقد كانت المملكة حاضرة في المشهد السوري بمواقف عملية تسطرها الدبلوماسية النبيلة والإنسانية الراسخة، مواقف تضطلع بها بكل حرص ومتابعة من قيادتنا الفذة التي تحرص على تتويج هذه الجهود وترجمتها لشراكات حقيقية تعزز الأمل في واقع جديد تسهم فيه المملكة بدور ريادي فاعل وناجع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد