عماد الدين أديب
ما يحدث في سوريا هذه الأيام، هو أكبر من سوء تفاهم، وأخطر من تدخل إسرائيلي، ونذير شرير لما يمكن أن تكون عليه المنطقة في المرحلة القريبة المقبلة.
في حالة الصراع الدموي الذي تم في السويداء بسوريا، هناك تساؤلات:
1 - هل هو بالفعل صراع تاريخي بين القبائل العربية والسكان الدروز في السويداء؟
2 - هل هو صراع بين مكون الحكم الرئيس؛ التيار السني السلفي، مع الطائفة الدرزية؟
3 - هل هو مشروع تحريك إسرائيلي لطائفة أقلية لها روافد من الدروز في الدولة العبرية.
4 - هل هي هبّة عرقية وطائفية من دروز فلسطين لإخوانهم دروز الشام؟
أزمة التحليل هذه المرة، أنها بالفعل مسألة تحتمل كل هذه العناصر مجتمعة، أي أنها قبلية، طائفية، صراع سلطة، تدخل خارجي، نجدة أشقاء.
كل العناصر متداخلة ومركبة، ويصعب الفصل بينها، أو تحديد الوزن النسبي لأهم الأسباب التي حركتها.
الخطر أنها بداية جرح نازف في المنطقة، وتجربة شريرة وخطرة، يمكن تطبيقها على أي أقلية.
تبلغ مساحة محافظة السويداء حوالي 5.600 كم، ويبلغ عدد سكانها 370 ألف نسمة، وهي المحافظة السورية الوحيدة التي تبلغ فيها الأقلية السورية الأغلبية في السكان، حيث يبلغون 87.5 %، ويبلغ المسيحيون الأرثوذكس فيها 11 %، والمسلمون السنة 2 %.
وعلى تخوم الجبال المحيطة بهذه المحافظة، سكنت القبائل البدوية. مثل هذا النموذج في التركيبة الديموغرافية، تجده يتكرر كثيراً في قرى ومدن الشام الكبير، والعراق، ومن هنا، يصبح السؤال: ماذا لو استنجدت أي من الأقليات في العالم العربي، وهي تزيد عن المئة، ذات يوم بإسرائيل؟؟
سؤال يستحق التفكير فيه جيداً.