: آخر تحديث

الزعيم والصور المزيَّفة

4
4
4

امتلأت شبكة الإنترنت بصور «سيلفي» زائفة لعادل إمام، مع عدد من النجمات اللاتي ارتبط بهن في مشواره مثل يسرا ولبلبة، نصف الكوب الفارغ يؤكد التزوير، النصف الثاني الملآن يشير إلى أنها تعبر عن حالة حب واشتياق من جمهور «السوشيال ميديا» لرؤية الزعيم مجدداً.

آخر خبر موثَّق قرأناه عن عادل إمام قبل نحو أسبوعين نشره رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ على صفحته الرسمية، عندما كان في زيارة لبلده الثاني مصر، أجاب «البوست» الذي نشره أبو ناصر على السؤال الذي تردد بقوة في السنوات الخمس الأخيرة عن صحة عادل إمام، تأكدنا جميعاً أن ما تم تناقله عن إصابته بألزهايمر عارٍ تماماً من الصحة، عادل لا يزال على تواصل بكل مفردات الحياة، ولم يفقد روحه الساخرة، ولم يتخلَّ عن انحيازه للنادي الأهلي، ولا متابعة الأعمال الفنية، غير أنه قرر ألا يسمح بتصويره، شاهدنا في الصورة التي نشرها المستشار تركي، الجميع ما عدا عادل.

تلك هي رغبة عادل وبمحض إرادته، لم يشارك مثلاً عادل مؤخراً في عزاء صديقه محمد عبد المنعم، الكاتب الكبير والمستشار الصحافي للرئيس الأسبق حسني مبارك، وأوفد بدلاً منه ابنه رامي، وهو ما حدث قبل نحو عام مع رحيل صديقه الأقرب صلاح السعدني، عادل لا يحضر أفراح أقرب الناس إليه، حتى لا يتعرض لكاميرا «الموبايل»، من حق عادل علينا بعد تلك العشرة التي امتدت على مدى تجاوز ستة عقود من الزمان، ألَّا نلح عليه في طلب صورة حديثة.

المؤكد أن الزمن ترك بصمته على ملامحه، وجرى عليه ما يجري علينا جميعاً، عادل تعمد في آخر عامين ألا يحتفل بعيد ميلاده، بين زملائه مثلما كان يحرص في الأعوام الماضية.

فهو لا يتعامل مع مشرط الجراح لحذف بصمات السنين، ولا علاقة له بالبوتكس وأخواته.

منذ مسلسل «فالنتينو» الذي عرض في رمضان 2020، لن تجد له صورة، ولكنه يوجد بالصوت فقط، مثلما استمعنا إليه قبل عام ونصف العام وهو يتلقى جائزة «زعيم الفن العربي» في مسابقة «جوي أوارد»، التي تقدمها «هيئة الترفيه» وتمنح مرة واحدة، لأنها جائزة غير جائزة للتكرار، عادل إمام أيضاً فنان غير قابل للتكرار، وأتصور أن هذا اللقب هو ذروة ألقاب عادل إمام فهو بحق «زعيم الفن العربي».

عادل يعيش حالياً سعيداً بين أبنائه يتابع نجاحهم، رامي كمخرج موهوب، ومحمد كنجم جماهيري، ويتابع مشروعات سينمائية لإعادة إنتاج عدد من أفلامه، والأمر ليس قاصراً فقط على رامي ومحمد، العديد من المخرجين والنجوم وضعوا هذا الهدف أمامهم، هم قطعاً لن يكرروا أداء عادل، ولكنهم سوف يقدمون رؤية عصرية للعمل الفني، ليصبح بمثابة تحية للزعيم.

لا أنزعج عندما أرى على «السوشيال ميديا» صوراً «مفبركة» لعادل، سواء كان معه نجوم شاركوه أعمالاً فنية، أو مواطن بسيط قرر أن يعبر عن حبه للزعيم بـ«سيلفي» مستحيل أن يحصل عليه الآن.

عادل منح الكثير من الأعمال العظيمة للمكتبة العربية، أفلاماً ومسلسلات إذاعية وتليفزيونية ومسرحيات، لا تزال تتنفس عبر كل الفضائيات والمنصات، محتفظة ببكارة سحرها وقدرتها العابرة للأجيال، على إسعادنا وإشعال بهجتنا وضحكاتنا.

طوال رحلتي في عالم الصحافة والنقد على مدى أربعة عقود من الزمان، كثيراً ما اختلفت مع عادل في عدد من اختياراته الفنية والسياسية والاجتماعية، بمقالات وأحاديث موثَّقة، غير أنني لم أختلف يوماً على تفرده وحضوره وتلك أيضاً مقالات وأحاديث موثَّقة!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد